عبدالله: بعد أن أتم تركيب الباب الضخم لبيته، ووضشع النوافذ الضيقة في أماكنها، وحماها بشبك الحرامي القوي.. تنفس عميقاً، ثم شرع ببناء البيت!..
طيور وأسماك
عدنا من البحر، بعد يوم طويل. لم نصطد سمكة. وأنا أقترب من البيت فر كثير من النوارس من فوق برميل القمامة بجانب الباب، رفرفت قريباً، وأنا أنظر إليها، ثم بدأت تحط حول براميل الجيران.. والجيران.. والجيران..
لملمت بقية أشيائي على عجل، حزمت حقيبتي ثم خرجت مستعجلاً لألحق برحلتي وجدتني أقف بباب غرفتها وقبل أن أدق بابها عاد إلي رشدي.
تحتل غرفتها الصغيرة المعتقة برائحتها الزكية المؤلفة من أعشاب عطرية وزهور برية تحرص على حشوها في صدرها أو ربطها في أطراف منديلها الأصفر، مكاناً وسطاً ولا تخلو من بنيها وأحفادها اعتدنا أن لا نسافر أو نغادر إلا بعد المرور بها، تغضب كثيراً إن خالفنا هذه العادة، كانت تكره السفر
...>>>...
يستهل الراوي العليم والمفوه في رواية (المنهوبة) للقاص والروائي عواض العصيمي سرد تفاصيل حكاية الإنسان البسيط جداً، ليذهب بالمتلقي نحو إيماء عاطفي شيق يعكس لنا حقيقة العالم العفوي المتناهي في تفاصيله اليومية المتسارعة، والشغوف بتحولات فكره المتضارب لفرط المعاناة.
ومن هذا الاستهلال ندلف إلى حقيقة القصة، وعمق سردها الفاتن، إذ لا يتورع الشخوص عن حملهم صفات الكون كله، فأول هؤلاء المسكنون بوهج
...>>>...