للمرة الثالثة ولأهمية هذه المشاركة الفريدة من نوعها، أعود لإلقاء الضوء على معرض نوافذ المشترك بين سعوديات وإيطاليات في دورته الثانية في روما، ولكن سوف أعرض اليوم وجهات النظر التي سمعتها أو قرأتها أو لمستها من الطرفين:
رأت الصحف الإيطالية في هذا المعرض أنه (حدث) ومبادرة للتعايش السلمي، وطريقة للتغلب على الصراع وتعميق الصلات بالعالم العربي، في إطار من ما أسموه (الالتزام الصارم بالوهابية السعودية)، كمصطلح يتم وصمنا به ويتردد في آذاننا أينما توجهنا في العالم.
بينما يرى سفير إيطاليا في الرياض، (يوجينيو دي أودريا) أن المملكة العربية السعودية تشهد فترة استثنائية وتدريجية للتغيير، وإن كانت بطيئة ولكنها عميقة وأن هذا النشاط ليس مجرد معرض لأعمال فنية وحرفية وإنما هو تجمع ثقافي وحضاري.
د. هند الفارس مديرة جمعية النهضة، (أحد الرعاة) والتي استلمت العمل منذ فترة وجيزة، كانت لها رؤية خاصة بدور الرعاة، فقد تمنت فاعلية أكثر لوزارة الثقافة والإعلام، خصوصا في مسألة تولي اختيار المشاركات لأنه من وجهة نظرها جمعية النهضة ليست متخصصة في هذا المجال إنما دورها رعاية المرأة والبحث عن سبل تمكينها وتفعيل دورها، والجانب الثقافي يناط بالوزارة التي لم يكن لها تمثيل رسمي خلال المعرض رغم أنها أحد الرعاة سوى في التغطية الإعلامية.
وربما كانت الفئة المشاركة من الفنانات والمصممات الأكثر ارتباطاً بالحدث والأكثر تأثراً بمخرجاته، فمن الجانب السعودي لم تخف لمياء مريشد سعادتها بهذه الفرصة التي أتاحت لها زيارة إيطاليا المتميزة في مجال النحت في عصور تاريخية مختلفة، والذي استمتعت بمشاهدته في المتاحف المتعددة، بينما رأت د. مريم العمري أن المعرض محاولة جيدة للتعريف بالمملكة ولتقريب الحضارتين من بعضهما البعض، كما تمنت نوال مصلي وجود متخصصين إيطاليين لمناقشة الأعمال كي تزداد التجربة عمقاً ولسماع وجهة نظر خارجية حول العمل الفني السعودي، أما المشاركة الشابة زينب الخضيري فقد أحست أن التغذية الراجعة من الحضور أعطتها انطباعاً بأنها وزميلاتها متنوعات ثقافياً، بمعنى تنوع مصادر رؤيتهن وبالتالي إنتاجهن الفني والحرفي.
ومن الجانب الإيطالي كانت التعبيرات تحمل الكثير من الحماسة والحرارة، ومنها كلمات مصممة المجوهرات ماريا لويزا التي استخدم تصميمها في غلاف كتيب المعرض، خلال حديثها عن هذه التجربة التي تعدها فرصة لا تقدر بثمن لمقابلة السعوديات، فقد كانت منذ زمن ترغب وبشدة في اكتشاف هذا العالم المجهول، وتضيف أن الأعمال الفنية السعودية جميلة جداً كما هن السعوديات اللاتي يتمتعن بذكاء وثقافة لم نكن نتوقعها، وهي في أشد الشوق لزيارة السعودية للتعرف أكثر على هذه الثقافة. أما لوريدانا اليغو والتي تسكن في البحرين حالياً، فهي المصورة الضوئية التي استخدم عملها شعاراً للمعرض، وتعتبر هذا النشاط فرصة كي تشرح لأبناء بلدها الثقافة العربية التي تعرفت عليها في البحرين وذلك بشكل ملموس، حيث تقول إن الثقافة الخليجية صعبة القبول لدينا من غير أن نعايشها، وفرصة حضور الوفد السعودي ساهم بقوة في توضيحها من خلال الجانب المضيء منها للتعريف بهؤلاء النساء ودورهن الفاعل ثقافياً.
وأخيراً فقد كانت زوجة السفير الإيطالي في الرياض روزاريا ماريا أودريا النحلة التي تسعى لجمع الرحيق لإنتاج هذا العسل الثقافي، وختمت اللقاء بالحضور شخصياً مع زوجها السفير لتوديع الوفد لحظة مغادرته روما.
msenan@yahoo.com
الرياض