خمس قصص فقط.. أو خمس صور.. ومثلها آلاف.. انبثقت من بين الركام.. أبطالها حقيقيون من لحم ودم.. وأشياء أخرى لا نعرفها.. كانوا في غزة هاشم.. نتعلم منهم درسا آخر نضيفه في كراريسنا المتعبة.. لنغلقها بعد انتهاء الدرس.
عائلة
فتح العالم فمه مشدوها لهدوئه.. على عكس حكايته المضرجة.. لكن ما بداخله لا يعلم به إلا الله:
- كنا خمسة عشر شخصا من عائلة واحدة.. وخلال ثانتين أصبحنا اثنين!!
خد
جالسة عند حائط بيتها المشظى.. تحاول جاهدة أن تتنفس.. صغيرها يقف بجانبها وقد جحظت عيناه من الارتباك.. رفعت يدها اليمنى بعد جهد.. تتلمس وجهه وكأنها تراه لأول مرة.. تصل إليه أخيرا.. يمسك كفها على خده.. يحتفظ بحرارته.. وفجأة.. تسقط يدها.. ويسقط الطفل في بحر صراخ ودم.
قلب
كان القلب ينبض ككل القلوب.. ينبسط وينقبض.. ينبسط وينقبض.. لكنه كان مختلفا.. ففي ظهر الشاب الممدد على بطنه شرخ كبير..
عينان
طمست عينا الطفل بشظايا قنبلة.. احتار الأطباء به لأيام وأيام.. لسانه سليم.. لكنه لا يستطيع الكلام!.
رأس
من بين الرماد والبقايا انبثق رأسها.. حسبه الناس لعبة على شكل طفلة.. لكنه كان رأسا حقيقيا.. بعد أن عرفوا أن بقية الجسد كان تحت.
Ahmadez69@yahoo.com