سعادة:
جاء اليسر بعد العسر
علمني الألم أن الروح تسرى
وبرغم الألم، وفي مملكتي الحزينة،
كانت تشرق شمس خفية.
الصباح البارد كان سعادة
والرياح المجنونة اللافحة تهاجم
والروح ذات المروج الخضر الرائعة أخذت تتحطم
هكذا أشعر بها أكثر. سماء أتوجه إليها
تجيبني عندما أسألها
عن ألم تلو الألم في جروحي
وأنا في حالة الحزن
أتوسل أن يهدأ فكري
أمام الجماليات الإلهية للحياة
الشاعر الإسباني (خوسيه ييرو دل ريال)
إذا كانت السعادة هي لغة الارتياح والهدوء للإنسان, أي تصنع من كل إنسان إنساناً آخر متوازناً، واثقاً، وتكسو ملامحه حُلة الطمأنينة، إذن كيف تكون السعادة أحد مكونات الفعل من أجل تغيير الإنسان؟
وهل السعادة هي التحكم في الزمن أو الخروج منه؟ أم هي مثل الأفق المتحرك فيإطار الممكن الإنساني في عالم دائم النمو والتغيّر؟
سأخبركم شيئاً أشعر دائماً بمشاعر السعادة تحلّق حول روحي, فأنا إنسانة متوالية السعادة أحاول جاهدة أن أختبئ من عبوس الكون حولي، ترتد نفسيعلى أعقابها مع كل وخزة ألم، لدي (حُزن أنيق) ولكن لا يرتقي لمرتبة الوجع الدائم، قلت لنفسي ذات خلوة لا تُدّثري نفسك بغيبيات تجهلينها فتصبح (أزمة فكرية) أنت بغنى عنها, حُزني الأنيق يقابله داخل نفسي أنهار كثيرة من المشاعر المختلطة بالحب والرضا، وعندما أحسبها بمقياس ميزانية (بنجامين فرانكلين) ترجحكفة (مشاعري النهر)، أصبحت نظرية (أنا أقذف بالكرة وأنت تمسك بها) هيالإرسال المعرفي وانتقال الأفكار والمشاعر إلى الآخر, أقذف بمشاعري الإيجابية الجميلة, ومن يحتاجها سوف يلتقطها بالتأكيد ولن يهمّش قيمتها، (هذا سر من أسرار سعادتي التي كأنها ضوء رفافاً يتسكع في زوايا نفسي، فيرتدي قلبي قرط زمردي أخضر من شغف, فيتغشاه شباب نضير أثير، وحسن غزير وكأن قلبي أفرغ في قالب الفرح، كل هذه الكلمات المنسكبة قد تكون صيغة مبالغة عن نفسي التي غالباً ما أصفها بالرقيقة الشفافة، قد يكون ادعَاء لا أعلم, ولكن الذي أنا متأكدة منه أنني سعيدة.
فعل إرادة لا فعل أمر,عندما ترضى عن نفسك وعن حياتك تصبح الحياة أجمل، وتتحول النفسمثل تلك التي وصفتها سابقا بيضاء نقية مزغردة جميلة. وبعيدا عن فوضى البشر الزاحفينخلف الاعتراض، ويعترضون على ماذا؟ إنهم يعترضون على (رب العباد) هو الواهب مقسم الأرزاق ومُقلّب القلوب، هذا الاعتراض ما هو إلا وثبة مارده عملاقة إلى هوة سحيقة من الصيرورة الكاملة (أي التحول الكامل) فتخبث النفس، وتصفرّ أوراقها، وتعيش في دوامة عدم الرضا وتفوّت الاستمتاع بكل ما هو جميل في هذه الحياة, لدي قناعة أخرى) أن لكل منا مقاسه (One Size does not Fit all) (أي ما يكون فعّالاً ومناسباً لك، قد لا يكون كذلك لغيرك. عندما وهبنا الله سبحانه وتعالى كمال الخَلق، وخصّنا بالتواجد على هذه الأرض الجميلة، طلب منا أن نتفكر في أنفسنا، وكل ما حولنا، لا أن نتفكر بما لدى غيرنا مما يجلب الحقد والحسد والبغضاء، هي حكمة إلهية مقدرة بمقاييس ربانية نجهلها، إذن حياتنا التي نعيشها هي الأنسب لنا ولو اختلفت لاختلت، عندما نعي الحكمة من وجودنا ومن سير حياتنا وبكل ما يمر بنا نتفكر به، ونعتبره رسائل قادمة من السماء، لتخبرنا عن شيء، أو تذكرنا بقيمة شيء لا نقيم له وزناً، وأقرب مثال الصحة والمرض، فنحن لا نعي حجم ما نتمتع به منصحة إلا عندما يفاجئنا المرض، وكأننا كنا في حصانة عنه, إذن هو الرضا والقدرة على العيش بسعادة دون القفز على أكتاف الآخرين, ودون التنصّل من واقع نُحِسّ بالخجل منه، فنصنع عالم ليس لنا لنقع بفخ الألم بعد فوات الأوان، هي السعادة التي تجعلني أجيء من آخر مشَاعري حتى أولها، ومن خلف صَباح الأسئلة حتى لا أجرح هدوء الليل, من أجل أن أردي مشاعري السلبية على سجادة الألم وأمضي...!!
تقول زينب: هي مجموع ابتساماتي مقسومةً على فرحي تساوي متوسط سعادتي.
الرياض
zienab777@hotmail.com