هذا هو عنوان الكتاب الذي كتبه الأستاذ الأديب الباحث محمد عبدالرزاق القشعمي عن الأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان هذا الرجل القمة في العطاء الذي وصل إليه بعد مناكفة الحياة.. ولم تلن له قناة.. وجهد الأستاذ القشعمي ان استطاع ان يزيح الستار عن هذا الرمز ليرى ويعرف أكثر وأكثر.. فالجهيمان عرف أكثر من نصف قرن في ساحة الأدب والفكر والتراث والصحافة في المنطقة الشرقية والوسطى فهو غير خاف في هذه المجالات لكن الصور تبقى خافية على الكثيرين من أين بدأ حياته؟
فجاءنا القشعمي مشكوراً في ان يجاهد مع هذا الرمز ليكتب عنه ويطلع القراء عن بداية حياة هذا الرمز.. وما عاناه في طفولته.. وكفاح أوصله في ان يكون فكان الرجل بالمعنى الصادق في قوله وعمله وبساطته.. وان لقي ما لقي في مرحلة مرت زادته إيمانا بكل ما كتبه وما دافع عنه.. في احساس مؤمن قوي زاده وعيا وإيمانا بكل ما يقول وما سطره.. وكقارئ له من سنين ليست بالقصيرة لم أره في حياتي إلا عدة مرات.. في مجلس شيخنا حمد الحقيل - رحمه الله - وآخر مرة في منزل أستاذنا المرحوم بإذن الله فهد العلي العريفي.. فيه البساطة والسكينة وسهولة الإجابة أبعد ما يكون عن الضجيج والتباهي.. صاحب آراء فرد من الشعب.. في تيك الأيام في القرن الماضي وما تلاه وقبل ذلك أخبار الظهران.. ان من يقرأ عن الجهيمان في صفحات الكتاب (رحلة العمر والفكر) يجد للجهد الذي بذله الأستاذ محمد القشعمي في اطلاع القراء عن حياة وفكر الجهيمان وكيف بدأ من طفولته حتى أواخر عمره المديد -بإذن الله- ليعرف هذا الرمز الذي استطاع ان يصل في عطائه إلى مكانة عزت على الكثيرين.. في ذاك الزمن الذي مضى.. وأعتقد جازما أنه لم يندم على ما قاله وما كتبه فهو الإنسان المحب في قوله وعمله وأذكر قول الشاعر ان لم تخن الذاكرة.. أبو ماضي:
ان نفسا لم يشرق الحب فيها
هي نفس لم تدر ما معناها
ونفس هذا الرمز الأستاذ عبدالكريم الجهيمان التي أشرق الحب فيها لبلاده.. وأهلها.. فبلاده التي قال فيها:
ففؤادي اليك يخفق شوقا
وعيوني إلى رباك رواني
وأرى حبك المبرح يزدا
د إلى أن غدا من الايمان
فاسلمي وانهضي وعيشي بعز
في مغاني العلا ونعم المغاني
هذه الأبيات الثلاثة من آخر قصيدة فيها من العنت المتبرم وهي طويلة واعتبر هذه الأبيات بيت القصيد إن جاز في التعبير، فالحياة فيها من الانكاد، صورها الشاعر الجهيمان.. وفي آخر القصيدة حبه المبرح لبلاده الذي غدا من الإيمان إذا فحب البلاد بناسها وان غضب الشاعر على البعض.. وهذه الأبيات من قصيدة طويلة بعنوان (أنه غريب) تبلغ الأربعين بيتا في كتاب (شعراء نجد المعاصرون) للأديب الكبير عبدالله بن دريس أمد الله في عمره.. في كتاب الأستاذ القشعمي عن هذا الرمز عبدالكريم الجهيمان.. الذي أرانا أبو يعرب - القشعمي الصورة المتكاملة عن الجهيمان ليعرفه القراء داخل بلادنا وخارجها عن هذا الرمز من بداية حياته، طفولته، وشبابه، رجولته، وشيخوخته مع كفاحه المضني في أن يكون وما لاقى من عنت فكان.. وكان الأستاذ محمد القعشمي.. وما ألف وما كتب أحاط أستاذه الجهيمان منذ عقدين من الزمن فما نجز عنه (رحلة العمر والفكر).
وكما قال الأديب الكبير سعد البواردي في آخر تقديمه لهذا الكتاب:
(جانب من جوانب هذه الشخصية الموهبة المعطاءة التي اثرت واثرت في نسيج المجتمع من خلال طرح هادف وهادئ استحقت عليه مكانة الريادة وريادة المكانة. وهذا ما ستلمسه عبر هذا المؤلف الجميل لابنه الروحي البار محمد بن عبدالرزاق القشعمي بمناسبة عمر أبي سهيل المئوي له من العمر أطوله ومن الحياة أسعدها).
أما أول المقدمة فهي تحكي عن الصداقة الحميمية التي تعود إلى أكثر من نصف قرن في المنطقة الشرقية في رئاسة تحرير أخبار الظهران للجهيمان.. وللبواردي مجلة الاشعاع.. ثم بالرياض أوجدا مكانة عالية في عالم الفكر الصادق بلا تمويه ولا تزويق وبلا محاباة.. صداقتهما رائعة سجلها لهما التاريخ في تهائم ونجود بلادنا الغالية، وبعد هذا العمر المديد لهما تركا لنا إرثا أدبيا سيبقى للأجيال لتعرفهما أكثر وتدعو لهما بطول العمر السعيد.
وعن التكريم فقد جاء في ص97 ما يلي:
نال عبدالكريم الجهيمان حظوظا من التكريم
- كرمه مركز الأمير سلمان الاجتماعي في حفل بعنوان (لمسة وفاء) لأهل العطاء بتاريخ 11-6-1419هـ مع مجموعة من الرواد.
- كرمه عبدالمقصود خوجة بجدة في الاثنينية في 19-1-1421هـ
- كرم في مركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة في 25-8-1421هـ
- كرم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة السادس عشر المقام في الرياض عام 1421هـ ولكونه الشخصية الأدبية المختارة، فقد تم تقليده وسام الملك عبدالعزيز من راعي المهرجان سمو ولي العهد رئيس الحرس الوطني في حفل الافتتاح 22-10-1421هـ نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.
- كرم في جمعية الثقافة والفنون بالدمام 14-3-1422هـ.
- كرم في نادي الوشم الرياضي بشقراء الخميس 22-12-1422هـ.
- كرم في المنتدى الثقافي بالأحساء والذي يقدمه الأستاذ صالح أبوحنين مساء الثلاثاء 17-10-1424هـ الخ.
ما جاء للأستاذ عبدالكريم الجهيمان من تكريم يشيد للجهيمان من رجالات هذه البلاد ومن روادها ومفكريها.. وليس بمقدوري أن أحصي وأفند ما قيل عن هذا الرجل العبقري الباهر.. الذي انطلق بإيمان لا يتزعزع بوعي صادق وفكر نير، لقد أعطى الكثير وعانى الكثير من الآلام الجسام، ولم تكن له قناة فهو العبقري الرائد الذي لا يكذب أهله، تجسم الصعاب في زمن كان المجتمع في حالة لا يحسد عليها.. كانت الأغلبية لا تفك الخط، نعم لا تفك الخط، فوجد الجهيمان وفك خطوطا.. وأبدع في مجالات العلم والمعرفة.. وأوجد إرثا ثقافيا متعدد الجوانب.. وتسليط الأضواء على أكثر من منحى من هذه الجوانب ليرى نتاجه ويترجم في بلادنا وخارجها.. نتاج يستحق التقدير والإعجاب فقد بز الكثيرين بما استطاع أن يوجده غير هيّاب ولا وجل.. فللأخ الأستاذ الباحث محمد القشعمي جزيل الشكر الصادق على ما قام به من تعريف بهذا الفرد العلم بما قدم وأعطى وتبرع بسخاء يذكر له مدى الأيام وليس بمقدوري إلا أن أشكر للجهيمان وابنه البار محمد القشعمي على ما أنجزه في هذه الرحلة الرائعة.. رحلة العمر والفكر.