الثقافية - خلود العيدان:

في قلب الرياض صور فوتوغرافية التقطت على يد سياسيين وعسكريين ورحالة زاروا المنطقة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى المنتصف الأول من القرن العشرين، بعضها خفت ضوؤه والبعض الآخر أكل منه الزمن ما أكل إلا أن أنامل سعودية تمارس طقوس إحياء للصور الفوتوغرافية العتيقة في مركز الصور الفوتوغرافية بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بفن ومعرفة وإتقان.

تفرض تلك الصور التي بدأت مشوارها العمري منذ بدايات التصوير الشمسي عام 1740م هيبتها رغم أن التصوير الرقمي فتح آفاقاً كبيرة في عالم التصوير الضوئي. تقتني المكتبة (7941) صورة فوتوغرافية أصلية مفردة أو في مجموعات محفوظة بألبومات، تحوي لقطات مختلفة تجمع مواضيع شتى تصور الآثار القديمة، الطبيعة، الحياة العمرانية، مقدسات إسلامية ومسيحية ويهودية، ولقطات تصور نبض الأسواق والموانئ ومسير القوافل بلغة الضوء التي أتقنها مصورون ذاع صيتهم أمثال اللواء محمد صادق باشا ومجموعته التي ضمت صوراً نادرة للحرمين الشريفين في مكة والمدينة والتي يوجد منها ثلاث نسخ في العالم أحدها تملكها المكتبة. ومجموعات للمصورَين العالميين مرزا وأحمد باشا حلمي والأخير كلف من قبل الملك فاروق بتصوير الحرمين الشريفين أثناء دخول الملك عبدالعزيز لهما. ومجموعة صور للمصور البرازيلي همبرتود اسلفيرا الذي تنقل في أرجاء المملكة طيلة اثنتي عشرة سنة، وغيرهم آخرون.

شذا العجمي الباحثة في معمل الترميم بمركز الصور الفوتوغرافية بالمكتبة ذكرت ل(الثقافية) أن صور حياة النوبيين في مصر، ونبض الحياة الشاقة في الشام القديمة أكثر ما أثر بها واحتفظت به ذاكرتها من الصور الفوتوغرافية التي أسهمت في ترميمها وهي ما يقارب 1500 صورة منذ 2003م حين بدأت خطواتها في هذا المجال وحتى اليوم، العجمي التي جذبها إحياء الصور العتيقة من الأدب الإنجليزي تخصصها الجامعي؛ تدربت على يد كاثرين دي فون مختصة الترميم السويسرية لتكون لمساتها سحر أبيض يحتفظ بلحظات مهمة شهدها التاريخ.