الثقافية - محمد عطيف

التصريح الأخير لوكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل حول إمكانية مشاركة المرأة في عضوية مجلس الإدارة في الأندية الأدبية وأن ذلك بيد الأندية نفسها، وأن ربطها بالترشيح والانتخاب جاء كقرار قوي وبدرجة (محرج) لمجالس إدارات الأندية، حيث إن الموضوع سبق وطرح كثيراً وثمة مطالبات عديدة به من كذا صوت نسائي مثقف له حضور في الساحة الأدبية على وجه الخصوص. هذا القرار يضع مجالس الأندية أمام خيار صعب يضعها في مواجهة نفسها بعد أن تنصلت الكثير من هذه المجالس من القرار بحجة أنها لا تملك صنعه. فإذا كان الدكتور السبيل قد وضح بذلك التصريح - حسبما نقل عنه وفهم منه - أن لهذه المجالس القدرة على إتاحة مقعد بعضوية كاملة لوجه ثقافي مؤهل - بغض النظر عن الجنس - فما الذي سيمنع من ذلك سوى وجهات النظر والتعلّق بمسألة الترشيح والانتخاب، والتي تقود بدورها إلى السؤال الأكثر أهمية: ما الذي فعلته الوكالة والأندية أو من خلال الأخيرة لتفعيل ما وصفته قبل سنوات بالجمعيات العمومية التي قيل عنها يومها إنها ستكون محطة التغيير بين المجالس من خلال تفعيل الانتخاب والترشيح للمجالس الجديدة، السؤال مرهق أكثر فهو يجر إلى القول كيف ستصنف هذه الجمعيات (الحلم) المثقف من غيره وما من اشتراطات ستوضع! هل يمكن القول إن المسألة بسيطة، وأن الإبداع يكمن في المهارة في تعقيدها! الأمل في وكالة الثقافة قائم فهي مصدر الضوء للمثقفين وللمؤسسات الثقافية نفسها في (الانضباط)، والالتزام بالتنظيمات التي وضعت قبلاً، وإلا سيبقى المثقفون دوماً في انتظار المفاجآت وتحركات الدقيقة الأخيرة.. وهي التي لا تعد (بالسار) دوماً بقدر ما تطرح (المفاجئ)..!