الثقافية - خلود العيدان

يبدو أن مرتادي بعض الندوات والملتقيات الثقافية أصبحوا بحاجة ماسة إلى دورات تدريبية مكثفة في فن الاستماع للمتحدث وتمكين قنواتهم السمعية من تجاهل ثرثرة بقية الحضور؛ فهذه الظاهرة إن كانت تستحق هذه التسمية أصبحت علامة مميزة في الأندية الأدبية، وفي بعض الندوات المصاحبة لمعارض الكتب، والمنتديات والملتقيات والمؤتمرات مؤخراً بصورة لافتة. ولعل ما يستحق التعليق عليه هو أن فئة المثرثرين أثناء إلقاء أوراق العمل أو في قلب الندوة المقامة هم غالباً من الصف الأمامي، والأمامي هنا لا يعني موقعه الجغرافي من القاعة فحسب، بل يعني أن أولئك من (المهمين) المهتمين من الكُتّاب والأدباء وأصحاب القلم.

والجدير ذكره أن الثرثرة ليست قاصرة على القاعات الرجالية فحسب؛ فحتى النسائية منها وللصف الأمامي النسائي نصيب كبير أيضاً سواء كانت القاعات مرتبطة ببث مرئي يسمح (بخصوصية) للثرثرة أم بدون بث لتعاني المتابعة من محاولة مستميتة للاستماع قد تصل لممارسة إجبارية لقراءة شفاه المتحدث!.