من روما أكتب هذا المقال وقد ألقيت محاضرة بالأمس حول الفن التشكيلي السعودي في الفترتين ما قبل الإسلام كمقدمة والمعاصر كموضوع رئيس، مع التركيز على دور المرأة من خلاله، وذلك ضمن معرض نوافذ للفنون والمشغولات لسيدات سعوديات وإيطاليات، والذي يقام في محطته الثانية في روما بعد محطته الأولى في المتحف الوطني في الرياض عام 2007. وخلال المحاضرة وقبلها وبعدها لاحظت ما يلي:
1- أغلب الأسئلة من الحضور كانت عن الفن الإسلامي مع أن ذلك الموضوع لم يكن مدرجاً في المحاضرة.
2- كان الحضور السعودي يتابع موضوعاً جديداً بالنسبة له (في بعض الأجزاء).
3- يقارن الإيطاليون والغرب بشكل عام الفن في المملكة العربية السعودية مع فنونهم مع أن تجربتنا التشكيلية تُعّد رضيعاً بالنسبة لتجربهم ذات العمق التاريخي.
4- تشد الأعمال المرتبطة بالثقافة المحلية، ولكن بصياغة حديثة، الحضور أكثر من تلك الأعمال المرتبطة بثقافتهم مباشرة.
5- الزيّ الذي ترتديه الفنانة أو المصممة السعودية سواء أكان العباءة أو النقاب أو الحجاب مثار نقاش أكثر من الأعمال الفنية في حد ذاتها!
6- نشرت الصحف الإيطالية بعد حفل الافتتاح صور الفنانات، وخصوصاً بالعباءة، ولم تنشر صور الأعمال!
7- يتعامل الوفد الإيطالي، سواء أكان السفير أو زوجته أو المشاركات الإيطاليات أو المنظمين، مع الوفد السعودي من المشاركات معاملة أخوية تتسم بالموقف الدفاعي والفخر في آن واحد، بل أصبحوا يدافعون عن ثقافتنا وفكرنا كأنهم جزء من هذه الثقافة.
8- الحضور في الغالب من قبل كبار السن، بل نادراً ما نرى الشباب! على عكس معارضنا التشكيلية التي يُقبل عليها الشباب ويمتعض منها كبار السن!.
9- فتحت هذه المشاركة بوابة للاحتكاك بالنسبة للفنانة أو المصممة السعودية، والذي بدوره سوف يساهم في تعميق تجربتها وبلورتها، بإذن الله، خصوصاً مع التعايش الذي استمر أسبوعاً كاملاً ولم تمنع عوائق اللغة من التواصل البصري.
وأخيراً، نرجو أن تتكرر مثل هذه الأنشطة؛ لما لها من نتائج إيجابية، سواء على المرأة السعودية في توفير فرص تعلم واحتكاك لترفع من مستواها الفني والفكري أو على سمعة الوطن وموقفه تجاه المرأة والذي يعد مثار تساؤل بل تلهف الآخرين، بل أثبتنا أن لدينا تنوعاً ثقافياً وفكرياً ولم نُمنع من الإبداع!.
msenan@yahoo.com
الرياض