(من أجل أطفال غزَّة) حدث تشكيلي حمل الفنان التشكيلي السعودي فيه تلك القضية وإعلان موقف فني يتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته وقضيته، كان تبني وزارة الثقافة والاعلام المعرض وفعالياته ودعمها له كبيرا من خلال وكالتها للشئون الثقافية، فالقدس عاصمة للثقافة العربية هذا العام. وقضية فلسطين لم تزل شاغلة العالم.

تمثلت المشاركة في المعرض بعدة أجيال ابتداء من أسماء الجيل الأول عبدالجبار اليحيا وصفية بن زقر ومنيرة موصلي بجانبهم طه صبان وعبدالله الشيخ وفؤاد مغربل وعبدالله المرزوق وعبدالله حماس ويوسف جاها وعلي عيسى الدوسري ورائدة عاشور وسمير الدهام فعبدالعزيز عاشور وزمان محمد جاسم وزهرة بوعلي وزهير طولة وغيرهم، لم تكن الأعمال تحمل موضوعاً عن عنوان المعرض فالفكرة كانت مفتوحة للفنانين والهدف هو المشاركة والموقف الإنساني النبيل من الفنان والفنانة في المملكة بجانب أسماء تشكيلية خليجية من قطر والبحرين بينهم (يوسف أحمد وإبراهيم بوسعد).

جاءت أعمال المعرض استجابة للدعوة التي وجهتها وزارة الثقافة والاعلام وفق ضوابط، وكان أن توّجها بالرعاية والافتتاح وزير الثقافة والإعلام، كما كان الحضور الرجالي النسائي خلال أيام الافتتاح، فالندوة التي طرح فيها د. يوسف مكي ود. معجب الزهراني ود. سهام الصويغ أوراقهم المختلفة.

أرى أن مثل هذا المعرض كوقفة فنية يقابل أفكاراً أخرى طُرحت بالمثل أو بشكل آخر في أكثر من عاصمة أو مدينة عربية مثالها سلطنة عمان والمملكة الاردنية الهاشمية ولا شك غيرهما كثير، وقفت بالرسم المباشر أو التبرع الآني أو التبرع كما هو المعرض ولعل فنانين من جدة كانوا أسرع تفاعلا بالرسم عندما أقاموا قبل شهور معرضاً في بيت التشكيليين بعد أحداث غزة مباشرة.

الفن لقضايا الأمة ليس طارئاً أو جديداً والفن في مثل تلك المناسبة قام بدور ضمن أدواره في الحياة والتاريخ كانت المبادرة والأعمال تعبيراً مخلصاً من الفنان السعودي تجاه القضية الفلسطينية.

لم تبتعد بعض الأعمال عن فكرة المعرض. هناك من رسم عن فلسطين سواء قبل أحداث غزة أو بعدها كانت لوحة منيرة موصلي عن محمد الدرة ونافذة عبدالجبار اليحيا وصرخة زهير طولة والبحث عن السلام لفؤاد مغربل، كانت تعبيرا عن همهم وحسهم بالألم الإنساني الأخوي، وليس هذا بجديد فهناك من رسم وحمل رسالة فنية إلى الإنسان في كل مكان يشاركه الألم والمعاناة، وهكذا هو الفن فليس كل ما يُرسم نفترض ان يباشر أو يطرح محاكاة لقضية ما. الفن هو شكل إنساني يختزل من خلاله الفنان المبدع عمرا ليحمل في إبداعه قضية ما، تمس الإنسان بشكل أو بآخر وبالتالي تكون هذه الرسالة وهذه المشاركة الوجدانية والحسية.

يتناول بعض الفنانين فكرة عن حدث ما ذي تأثير وأرى ان محرضات الرسم أو الابداع ليست على كل حال الحدث في وقته لأن الابداع قد يحتمل زمنا يبحث فيه الفنان ما يمكّنه من التعبير وفق أثر الحدث والاستجابة على نحو يكون الانفعال فيه طبيعياً يتغلب على حال الافتعال الذي قد تتسم به بعض النتاجات الأسرع وبالتالي فإن معظم ما يُرسم حول بعض الاحداث وهي استجابة أو ردة فعل سريعة قد لا تتعدى شحنة نتيجتها ليست في كل الأحوال مضمونة المستوى فهناك فكرة قد لا تأخذ الوقت الكافي لتكتمل وقد تكون عكس ذلك اذا اخذ العمل الفني مداه. المعرض لاشك وقفة ارادها الفنانون التشكيليون السعوديون المشاركون (من اجل اطفال غزة)، ولكل فلسطين.