الثقافية - نايف البقمي
يستعد المسرحيون السعوديون لاجتماع الجمعية العمومية لجمعيتهم، وذلك لمناقشة العديد من القضايا التي تتعلق بالجمعية، ومنها حسب ما يتداوله المسرحيون استمرار أعضاء مجلس الإدارة لدورة قادمة. (الثقافية) استبقت الزمن وأجرت استطلاعا حول هذا الموضوع لشريحة من المسرحيين في جميع مناطق المملكة حيث أتت آراءهم متفاوتة مابين مؤيد وممانع وفئة أخرى رأت الإبقاء على البعض وتغيير البعض الآخر.
في البداية تحدث الكاتب المسرحي وعضو جمعية الثقافة والفنون بالباحة علي السعلي حيث قال(قبل أن أجيبك على سؤالك المهم والمثير في آنٍ واحد أحبُ أن أشير إلى نقطة ربما تكون غائبة عن البعض وهي مجموعة أعضاء مجلس جمعية المسرحيين السعوديين الحالية بذلوا ما يستطيعون في ما نادوا به من وضع اللبنة الأولى لهذه الهيئة الوليدة من خلال الأهداف وإستراتيجيتها والخطط التي تؤهلها لوضعها في المسار الصحيح، وقد اجتهدوا في ذلك ووصلوا إلى مرحلة بين شيئين: الأولى: مرحلة التأسيس والترشيح والانتخاب والتعريف بالجمعية. الثانية: سيكتب ويحفظ لهم تاريخ المسرح أنهم أول من استلم مهام وأهداف الهيئة، ووفق ما ذكرتُ سابقاً لا أؤيد استمرار أعضاء مجلس جمعية المسرحيين السعوديين بصفته الحالية. أما لماذا؟ فلأنهم لم يقدموا شيئاً ملموساً على أرض الواقع ولم يرضوا طموح وآمال كل المسرحيين في المملكة إلى الآن فقط محاضرات (صدّعوا) بها رؤوسنا على غير هدى وتنظيرات رائعة أما في التطبيق فتخبط وعشوائية! صحيح أن مسألة البيروقراطية أخرت كثيرا ما كانوا ينادون به لكن هذه جهودهم وهذه إمكانياتهم، فأعتقد استمرارهم بهذا النهج وهذا الأسلوب سيثير المسرحيين وتبقى الهوة كبيرة وستكبر مع استمرارهم.. حتى اختيار من يمثل المملكة خارجياً في اختيار بعضهم محسوبية وواسطة ثم يدعون دون خجل أنهم تحرّوا الدقة وجلّ تركيزهم على ثلاث مناطق فقط الدمام والطائف وجدة أما البقية (فيا غافلين لكم الله) سوى من يربط بعضهم صداقة. والمشكلة أن ذلك الأمر علانية أمام ومرأى جميع المسرحيين، أيضا هناك أمر آخر أظنه مهماً هذا المسؤول يتكرر في الهيئة وفي مسرح الجنادرية والمسرح السعودي وكأن (ما في البلد إلا هذا الولد).
فيما رأى المخرج المسرحي ومقرر لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بنجران سلطان الغامدي في استمرار أعضاء مجلس الإدارة لدورة قادمة مصلحة للجميع، وذلك نظير ما قدموه في زمن لا يمكن أن يتم فيه تقييمهم بشكل دقيق، كما أوضح الغامدي أن المعوقات التي واجهت عمل المجلس كفيلة بإيقاف أي جمعية أخرى، ولكن الزملاء عملوا وقدموا لنا الكثير الكثير وعلى سبيل الذكر ليس إلا. إن جميع أعضاء مجلس الإدارة الحاليين يديرون الجمعية إلى الآن دون وجود مقر فعلي على الواقع ولا يوجد إلى الآن موظفون إداريون يعملون بالجمعية، كما عاب على الجمعية عدم البحث الحثيث عن الموارد المالية للجمعية عن طريق الرعاة واشراكهم في دعم الجمعية.
وللمخرج المسرحي هائل عقيل رأي آخر حيث قال (لا.. أنا لا أؤيد استمرار اللجنة الحالية رغم بعض الإنجازات التي قدموها مشكورين إلا أن حجم العمل المنجز لم يكن أبداً على قدر التطلعات والآمال والطموحات.. مقارنة بالفترة التي استمرت بها اللجنة الحالية مع احترامي وتقديري لجميع القائمين عليها كما أقترح استحداث لجنة تسويقية ضمن أعضاء اللجنة تقوم بالتسويق والبحث عن مصادر التمويل للجمعية مما يتيح دخول موارد مالية أكثر لتنفيذ الخطط والمشاريع المجمدّة في الجمعية وقد يعود السبب الأول في ذلك إلى ضعف الموارد المادية)
فيما رفض المخرج والممثل المسرحي ومقرر لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالمدينة بادي التميمي استمرار أعضاء المجلس لدورة قادمة مورداً الأسباب التي تبرر رفضه؛ حيث ذكر منها عدم رؤيته انجازات ملموسة على أرض الواقع بالفترة السابقة سوى الحملة التعريفية المتأخرة وشعار الجمعية الذي استنزف وقتا أكثر من اللازم، كما أستغرب أن بطاقات العضوية لم تصدر حتى الآن، ويرى أن الإدارة الحالية لا تمثل جميع المناطق، وهذا يمثل ظلما كبيرا للكثير من المسرحيين وبعد ذلك يأتي وعدهم بأنهم هم من يختارون المسرحيات التي تشارك خارجيا وهذا لم يحدث فما يزال الاختيار حسب الأهواء والمصالح وليس بالتقييم الفني للعروض المسرحية من وجهة نظره، كما قال (هناك أسباب عدة أترفع عن ذكرها واكتفي بالسؤال للجمعية وأتمنى أن أجد الرد.... ماذا قدمت جمعية المسرحيين للمسرح آل سعودي بالفترة السابقة؟)
فيما يرى المخرج والمؤلف المسرحي شادي عاشور أن التغيير لابد منه، ولكن في بعض الأسماء غير المنتجة والتي يرى في تغييرها بأسماء شابة قد يضيف الكثير للجمعية ويساعد من ايجاد حيوية ونشاط أكبر في عمل الجمعية.
ويقول الممثل المسرحي باسل الهلالي (أنا مع ضخ دماء جديدة في مجلس الإدارة مع الإبقاء على البعض وان كنت أرى أن تقرير مثل هذا الأمر لا يأتي إلا بعد أن يكون هناك كشف لمخططات الجمعية ومقارنة ما نفذ منها إلى الآن)
رأي معد الاستطلاع
في تصوري أن الإشارات والدلالات الواضحة في آلية عمل المجلس لا تعطيك أملا في أن هناك تغييرا سيطرأ على السطح، إلا أني مع استمرار أعضاء المجلس لدورة قادمة، وقد يستغرب البعض من رأيي ولكن لي تبرير في هذا الشأن وهو ثقتي التامة في الأسماء الموجودة بأن لديها الكثير لتقدمه للمسرح السعودي، وقد استبشرنا خيرا عندما تم ترشيحهم إلا أن الموازنة بين ما يحمله الكثير منهم من فكر ورؤى وبين ما هو ظاهر لنا يدعونا إلى الاستغراب والتعجب، ولكنه ليس مبررا للتعجل في قرارٍ مهم كهذا القرار. إضافة إلى أن المدة التي عملوا بها وهي سنتان غير كافية لتقييم عملٍ مهم بحجم تأسيس جمعية للمسرحيين..
المحصلة من كلماتي أني مع استمرارهم لدورة قادمة حتى أستطيع التقييم بعد ذلك بشكل أكثر موضوعية.. وما طرحته سابقا من انتقاد ما هو دعوة ومناشدة للإصلاح والتغيير في آلية العمل وليس إلى الهدم بتغييرهم.