لوحظ في الآونة الأخيرة اهتمام خاص بالشعر.. لذا كثرت المهرجانات تحت مسمى يوم الشعر العالمي أو نحوه.. فكأن بأفراده شده الحنين إلى عوالم الشعر المرهف الرقيق.. ويبدو أن المراهنين على الحضور الروائي يتلمسون صدورهم وقلوبهم وجلة على الرواية في المستقبل القريب.. خصوصاً أن الروايات الأدبية منذ ما يزيد على عقد من الزمن راحت تسحب البساط من تحت فنون الإبداع الأخرى وبالذات الشعر الذي تلاشى أو كاد يفقد بريقه وألقه..
وأكثر الفرحين بعودة مهرجانات الشعر وأيامه هم الشعراء أولاً يليهم العاملون على نقد الشعر والشعراء. ويبدو لي أنه ليس هناك ما يسمى بزمن الرواية أو زمن الشعر.. ولا حتى غيرهما.. فالزمن يحتفي بالجميع تماماً كالتاريخ الذي يفتح أبوابه لمن يستحق.. والشعر الذي بدأ يطل برأسه في الفترة الحالية إنما يعكس في حقيقته مدى الظمأ الروحي الذي يجتاح البشرية بعد أن مرت عشرات السنين عانت فيها الإنسانية من الجفاف والمادية..
ولكن اليوم الذي يخصصه العالم للشعر والشعراء إنما يكشف بجلاء أن الناس تحتاج إلى حب.. إلى شوق.. إلى حنين.. إلى لهفة بل إلى عواطف حميمه لا يحققها غير الشعر النابع من وجدان شاعر يغمره الجمال والصدق والوفاء..
بدر عمر المطيري