كان العدد 277 من المجلة الثقافية الصادر بتاريخ الخميس 6-4-1430هـ بمثابة الأمل بعد الرجاء في تحقيق شيء نراه مجسداً من قبل إدارة هذه المجلة المحترمين، يلحظ عن قرب قيمة تلك الجهود وقامة أولئك الرموز أصحاب العطاء والتأثير، وقيم التخصص والوظيفة في متناول الجميع من معنيين ومهتمين وهاوين لمثل هذه الفنون والاتجاهات. في الصفحة الثالثة من العدد المذكور طالعنا هذا الخبر - أعلاه - الجزيرة تطبع العدد السنوي الخاص والمعنون (بلا استثناء)، حيث ورد: بدأت الجزيرة في خطواتها الفعلية بتنفيذ مقترح الدكتور غازي القصيبي بإصدار كتاب يتضمن جميع المقالات التي وردت في العدد السنوي، ومتضمنا أيضاً المقالات التي نشرت في الاعداد اللاحقة وكذلك الثقافية. في ذات العدد نشرت رسالة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير وإجابة الدكتور القصيبي. ومن هذا الخبر الشائق والمفيد جعلنا نجد السير ونزجر الراحلة وندفع بعجلة المطالب والطموح إلى الأمام بقوة، ولكن بمعية العدد 252 والمؤرخ بالاثنين 12/ج2/ 1429هـ ليصل إلى هذا العدد (277) ويأخذ طريقه إلى الظهور والتنفيذ، كانت في ذلك العدد مشاركتنا المتواضعة الداعية إلى ضم معظم الملفات السنوية أو المميزة أو الخاصة وجعلها بين دفتي كتاب، وفاءً لهؤلاء الأعلام الثقافية والكيانات الرائدة - اسماً ومنهجاً وتأريخاً لافتاً لهم و(للمجلة) نفسها.. كانت المداخلة تحمل العنوان التالي: (اجمعوا الملفات في كتاب)... والآن وبعد موافقة الأستاذ رئيس التحرير على بداية الخطوات الفعلية لتنفيذ مقترح د. القصيبي برصد ما كتب عنه - القصيبي خصوصاً مقالات الصف الأول من المؤسسين والرواد وأصدقاء المهنة وزملاء الوظيفة كالعلي والمقالح والشاعر عبد الرحمن رفيع والشاعر قاسم حداد، حيث كتب مقالاً بعنوان: غازي القصيبي.. قدمان في زرقة البحرين - مجلة روتانا عدد 200 الصادر بتاريخ 13 مايو 2009م بلحاظ أن بعض الكتاب غردوا خارج سرب (الثقافية) وفي أعوام مضت باختلاف القصد والمناسبة، وأيضاً كان جديراً (بالثقافية) أن تنقل بعض الحوارات التي نشرتها الجريدة ذاتها أو المقالات التي تعنى بالنظر والقراءة والدراسة في بعض إصدارات الدكتور القصيبي المتعددة قديمها وحديثها، كالعدد 8067 الصادر بتاريخ الأحد 25/ج1-1415هـ تحت عنوان (التجربة الإبداعية بين تغييب القصيبي وتصوير عبد الصبور في حلقتها الثالثة لسناء الحمد بدوري.. عليه نهيب بهذا الجهد المميز والقمين في قراءته واستقرائه والعناية به في عالم الثقافة والأدب ومنه إلى غيره من الأعداد المهمة، بأن تكون تحت رعاية ذلك المقترح وتحت رعاية تلك الموافقة الشاملة، وأن تكون هي والموافقة بداية موفقة وانطلاقة حسنة في تقويم البناء الثقافي وفي تقييم إنتاجه يجر معه الاعداد السنوية الأخرى والمميزة، وكذلك بعض الملفات المهمة (كرحلة اليقين) الخاص بالدكتور مصطفى محمود (عدد 254 بتاريخ الاثنين 4-7-1429هـ) وأيضاً (ارث الحزن والغربة) المعنى بالدكتور عبد العزيز المقالح (عدد 243 بتاريخ الاثنين 8-4-1429هـ) وما يأتي لاحقاً، حيث تصلح في توزيعها تكريماً لأصحابها بها كما حصل للأديب صاحب الشعاع الأستاذ سعد البواردي فنأمل بعد بائها وما جرته من ورائها إدراج الملفات برمتها وبشخصياتها المختلفة في كتاب باضمامة ما كتب عنها، كالعدد الحافل بالغذامي حيث يضم حكاية الحداثة والثقافوي وشخصية العدد في إنتاجه الأدبي أي له أربعة أعداد تقريباً.. وملف العلي في عدده 37 في 14 شوال 1424هـ وبأستاذيته المعهودة وعدد 255 في 11-7-1429هـ المعنون (الحداثة الا يسبقنا التاريخ وما كتب عنه... وبما أننا في شؤون الملفات والشخصيات فهناك شخصية لافتة وقيمة مهمة أثرت المكتبة العامة بعدة إصدارات ومجموعة من الدراسات ذات الكفاءة والعطاء، وقد جاء ذكرها في الصفحة الثالثة من عدد (المجلة الثقافية) 280 الصادر بتاريخ الخميس 27-4-1430هـ وفي إمضائها تحت عنوان (الوفي) بما يلي: ذاكرة وفاء نادرة مثلما هو ذاكرة ثقافية ممتلئة ابتداء بالتأليف متأخراً، لكنه كان شاهداً على الساحة الثقافية بما فيها ومن فيها.. ذلك هو (محمد عبد الرزاق القشعمي) (1362) من مواليد الزلفي يعيش في الرياض لكنك تراه في نجران، القطيف، وتبوك، وحائل، وبريدة وشقراء، وجدة والباحة فكأنه منها بل ربما أعرف من أهلها بشؤونهم الثقافية.. ولعل العلامة الفارقة الأكثر جودة في سير الأستاذ القشعمي وفاؤه لرمزنا الكبير الأستاذ الجهيمان.. وليس بعجيب أن يقول: عنه د. عبد العزيز المقالح في مجلة المجلة عدد 1411 بتاريخ 15 مارس 2007م - 7 صفر 1428هـ ص 12 (محمد القشعمي الأديب والباحث السعودي المتفرغ لمتابعة الأعمال الأدبية للرواد في المملكة ونشرها وتوزيعها وإيصالها مجاناً إلى كثير من الأشخاص وإلى عدد من الجامعات ومراكز البحوث العربية، والقشعمي باحث وكاتب مبدع لا يتحدث عن نفسه ولا يسوق نتاجه الأدبي والبحثي...).
وأيضاً ما ذكره الأستاذ عبد الله فراج الشريف في ملحق (الأربعاء) المؤرخ بـ 12-4-1430هـ تحت عنوان (مؤرخ البدايات وطه حسين) والأستاذ محمد القشعمي هو الأديب المتتبع لرواد الفكر والأدب في بلادنا، ولعله لم يترك واحداً منهم إلا وكتب عنه إن لم يكن كتاباً مثل كتابه عن رائد الأدب والصحافة المكية الأستاذ أحمد السباعي - رحمه الله - وكتابه عن سيرة الروائي الكبير عبد الرحمن منيف الذي عنوانه (ترحال الطائر النبيل) فبمقالة عن كل رائد عند ذكرى حدث يتعلق بحياته تكريماً أو وفاءً أو حتى ذكرى عند وفاته.. والأستاذ محمد القشعمي في ساحتنا الثقافية رمز يمثل نبل الموقف وعظيم الجهد يضيء لشبابنا الطريق إلى ثقافة تعتمد العلم والمعرفة مصدراً أساساً للحياة.. الخ ومن الصدف الجميلة التي لا تعرف المواعيد ولا التكلف في إيجادها ما رأينا من قلم هذا الأديب في صفحات متفرقة من صحفنا المحلية. المشهد الثقافي في صحيفة عكاظ عدد 15559 في الخميس 6-4-1430هـ نشرت له مقالاً تحت عنوان (دعوة لتوأمة مركزي الجاسر وصالح).. وفي (عكاظ) أيضاً ص 12 من صفحات الرأي له مقال تحت عنوان (طريق الألف ميل) عدد 15605 في الاثنين 23/ج1 - 1430هـ.. في جريدة (اليوم) عدد 13112 الصادر بتاريخ السبت 14/ج1-1430هـ نشرت له مشاركة ماتعة وهادفة ص 26 من (عزيزي رئيس التحرير) تحت عنوان (حقاً.. المشروبات الغازية وخطرها.. قضية ملحة... الباحث محمد القشعمي مثمناً (فنجان قهوة).. وفي ص 35 من ثقافة (الوطن) عدد 3152 الصادر بتاريخ الأحد 22/ج1 - 1430هـ (القشعمي والبواردي يرويان فصلاً من تاريخ النشر الصحفي).. وأخيراً كنا نود أن نرى ملفاً يتناول مسيرة هذا الأديب الذي ارتبط اسمه بالكثير من الشخصيات والقامات المبدعة وبالكثير من المؤلفات المهمة والرائدة في مجالها كالبدايات، والفكر والرقيب، وهوية الأسماء المستعارة وعبد الرحمن منيف في عيون مواطنيه (ترحال الطائر النبيل) وما كتبه عن الأديب عبد الكريم الجهيمان والأستاذ محمد العلي وطه حسين عميد الأدب العربي.. فهل نرى ذلك مجسداً ولو قريباً في البعد الزمني المعبر عنه بالأمل والرجاء.
واصل عبد الله البوخضر - الأحساء