الثقافية - جدة - صلاح مخارش:
في 165 صفحة من القطع المتوسط، صدر الكتاب النقدي الثاني للناقد حامد بن عقيل. (عصر القارئ) الذي صدر عن دار طوى للثقافة والإعلام والنشر بلندن، جاء في مقدمته ما يوضح سبب اختيار المؤلف منهج النقدي التأويلي: إن المران القرائي، والمدرسي، الذي يقضي معه المتلقي العربي شطراً من حياته يكون موجهاً في الغالب إلى النصوص التقليدية، في ظل وصاية تشكك في النصوص الحداثية الخارجة عمّا ألفه القراء. ولأسباب عديدة، عمل البعض على إعاقة تطوير أدوات التلقي الأدبي في مؤسساتنا التعليمية، فذهب النّص الحداثي بعيداً في سبيل الإبداع، بينما بقيت أدوات التلقي تراوح مكانها. ودون أي وعي بحقيقة ما يحدث يرمي عددٌ من القراء النص الحداثي بالتعمية والغموض، وكأنه كُتب بلغة غير لغتهم، ولم ينجُ من هذا العجز إلا قلة أدركت أن التواصل مع النص الحداثي يعتمد على أدوات تلقٍ مختلفة كليّاً عن أدوات تلقي النصوص التقليدية. ولهذا، فإن ما دفعني إلى كتابة (عصر القارئ) عائد، بالدرجة الأولى، إلى يقين خاص حول ضرورة دعم القارئ العربي بالأدوات الحديثة لتلقي النّص، فنحن نحيا (عصر القارئ) كما يقول رولان بارت. توزعت مادة الكتاب على قسمين، جاء القسم الأول معنوناً ب(النقد التأويلي: التنظير والتطبيقات). بينما جاء القسم الثاني خاصاً بالتطبيقات النقدية.