في بريدة قدم إلى الدنيا (1364هـ)، ودرس فيها، ومنها انطلق إلى الرياض والطائف والقاهرة دارساً ومدرساً ووكيلاً وعميداً ولا يزال أستاذاً للدراسات العليا في الكلية التي تخرج فيها قبل ثلاثة وأربعين عاماً (1387هـ).
شمل مناطق المملكة بأبحاثه؛ فقد تخصص في أدب الحجاز، وكتب في أدب نجد والمنطقة الشرقية، وناقش قضايا ثقافية واجتماعية على مستوى الوطن.
كان له حضور إعلامي ومنبري في (الثمانينيات الميلادية) ودخل خلالها في حوارات ساخنة، ثم آثر النأي قليلاً فكثيراً حتى لا يكاد يرى في نادٍ ثقافي أو عبر صحيفة، غير أنه شارك (العام الماضي) في ندوات معرض الكتاب؛ وأحسّ بالاغتراب رغم الاقتراب، فالمنتدون لا يسترخون، والدقائق تلاحقهم، ولدى (أبي أديب) كثير يريد قوله، لكنهم لا يأذنون كما هو لا يكتفي.
ورغم ابتسامته وخفة ظله فقد قرأناه حزيناً، أفكهذا تبتسر الجلسات الثقافية وتختصر، أو هكذا نعد ونستعد لننتهي إلى سباق لا يعلن في نهايته فائز..؟
(الأستاذ الدكتور) إبراهيم بن فوزان الفوزان خلوق، كريم، مضياف؛ بات مكتبه في الكلية موئل تلاميذه من الأساتذة والطلاب على حد سواء.
للدكتور الفوزان عدد من المؤلفات من أهمها: الأدب الحجازي الحديث بين التقليد والتجديد، إقليم الحجاز وعوامل نهضته، الأدب الحديث بين العواد والقرشي، مرحلة التقليد المتطور في الشعر السعودي بنجد، ومثله في المنطقة الشرقية، تحقيق ديوان الشيخ ابن سحمان، دول الخليج وعوامل نهضتها الثقافية الحديثة، وبحوث أخرى صدرت أو في طريقها للصدور.
أبو أديب يتوكأ على عزيمته قبل عكازه، ويواصل البحث والقراءة والتدريس والإشراف العلمي، ورغم انتمائه للمدرسة التقليدية إلا أنه منفتح الفكر، واسع الصدر، يدرك قيمة التجديد، ويطالب بالتنوع، فبذلك يتكامل البناء.
جامعة الإمام التي أمضى فيها أكثر من أربعين عاماً منذ أن درس في معهد الطائف العلمي حتى اليوم مطالبة بتسمية شوارعها وقاعاتها ومبانيها بأسماء علمائها الذين أفنوا عمرهم في خدمتها ثم تقاعدوا أو أقعدوا فمضوا دون أن يبقى لهم فيها ذكر، وما أقسى أن تقف على رحلة العمر فلا تجد فيها إلا تلويحة الوداع العجلى وربما الخجلى.
قَمّةُ الحياة قيمها.