Culture Magazine Monday  16/02/2009 G Issue 271
فضاءات
الأثنين 21 ,صفر 1430   العدد  271
عيادة الشعر
خالد البسام

 

كان الشاعر الشهير أحمد شوقي يقول: (الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة فهو تقطيع وأوزان)، غير أن الشعر بقي طوال عمره اكبر من كل شيء وأبهى من أي شيء رغم انه يكاد أن يختفي من حياة الكثير من البشر اليوم.

لا أنوي أن امدح الشعر فهو أجمل من يمدح لكن جاء الوقت ليمنح الفرصة أكثر واقصد ليظهر مدى أهميته عند الناس. وإذا كنا أنا والقراء نعرف فوائد كثيرة للشعر فإننا بالتأكيد لا نعرف انه يعالج البشر ويداويهم في عيادات خاصة!

هل هذه تقليعة لكي نجعل الناس يعودون إلى قراءة الشعر والاستمتاع بقصائده؟ الجواب هو لا وبدون أي تردد. لكن هناك كلام جديد يتحدث عن وظيفة علاجية للشعر تفعل ما يفعله الأطباء وان اختلفت الوسائل والأدوية طبعا.

كان الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو قد بح صوته وهو يقول للناس حوله: (الشعر تطهير للنفس) ولكن لم يسمع احد ولم يعرف أحد قيمة هذا الكلام المهم، ومضى الزمان وجاء من يؤكد أن الشعراء يمكن أن يفتتحوا عيادات يعالجون المرضى. وحسب الشاعر المصري المعروف فاروق شوشة فإن هذا العلاج يتم في عيادات شعرية حيث تعقد الجلسات في جو يشبه غرفة المعيشة. ففي البداية يجتمع الحاضرون ثم توزع عليهم ورقة بها ثلاث أو أربع مقطوعات شعرية ثم يقوم الطبيب أو الأديب أو الشاعر المعالج بقراءة القصيدة مرتين بصوت مرتفع واضح، ثم بإلقاء بطيء يركز فيها على مقاطع من القصيدة تكون موضوعا للمناقشة.

وحسب رأي الشاعر (شوشة) فانه يجب ان تكون القصائد سهلة حتى يستطيع المريض أن يفهمها بسهولة، ولا يحتاج الطبيب المعالج إلى صياغتها بأسلوبه مرة أخرى. وعندما تنتهي القراءة تعتريك حالة من السكون المتطلع إلى المعرفة، وفي بعض الأحيان يكون من المستحسن أن تشق السكون بتبادل النظرات ذات المعنى مع إنسان آخر من المشاركين.

وخارج عيادات الشعر هذه، فالشعر يشفي من التوترات العصبية وحالات القلق وضغوط الحياة. فالعشاق كما يقول (شوشة) يجدون ضالتهم المنشودة في القصيدة الرومانسية التي تتحدث عن الحب والعشق والهجران والفراق. كما انه البلسم الشافي لأمراض النفس البشرية في هذا الزمان المادي الرهيب الذي اختفت فيه المشاعر الإنسانية.

أيضا فالشعر شفاء للنفس البشرية المعذبة ومتنفس لكل من يعانون من الآلام والأحزان. وما على القراء الآن إلا أن يعودوا لقراءة الشعر الجميل، وينفضوا الغبار عن أشعارهم التي أحبوها.

المنامة

 albassamk@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة