لا تجيئي صباحاً
ففي الفجرِ ودّعتُ عينيكِ
والنجمَ
والطفلَ ذاك الشقيّ
وغطّيت بالكفّ شَعرَكِ
قبل طلوعِ النهارْ.
لا تجيئي مع الظهرِ
كنت ابتسمت لوجهِك عند الضحى
مع التمْرِ والقهوة المرّة البكر كنت ابتسمتُ
ومسكوبةً في خيالي سحاباً
فتمطرُ..
ياسين من مطرٍ
حاضراً في الفناجين في رقةٍ
ومنسوجةً كحرير العرائسِ أطرافهنّ
وبيضاء أثوابهنّ
وسوداء في حزنِ عينيّ
حتى تميّز نور جمالٍ بتلك الديارْ.
لا تجيئي مع العصر
فالعصر أبدو به خاملاً وكئيباً
ولا أحسن النطقَ بالحقّ
لا أعرف اليوم هل أمطرت
أم طوى مشرقي والمساء الغبارْ؟!
لا تجيئي أوائلَ ليلٍ
ففي أوّل الليل
أنا لا يدور ببالي
سوى أولِ الصبحِ
والذكريات التي أنتِ أجّجتِها
فهل مرّ طيفٌ
لحقت به والجمال فتهتُ؟!
مضيتُ ولم أحضن الورد مبتسماً
فكيف تركتكِ والدفءَ دون حروفِ اعتذارْ؟!.
لا تجيئي بمنتصف الليل يا طفلتي
أنا أكتب الآن
أرقب وهج النجوم لوقتِ السطوع
انظري:
هذه أقبلت
والباقيات أفلْنَ
وهذي التي مثل حلمٍ نأت
هذه اشتعلتْ
سقطَتْ قربَ بعدٍ عُرِفنا بهِ
ها هناك انظري
قرب سور المطارِ
فلا تحضري
لا تجيئي كما ترغبين
كحضرةِ طفلٍ فريدٍ تثير التفاتاته كلَّ ظلُِّ
كأطيافِ لونٍ
كعمرٍ مريحٍ
كقطنٍ وذا صحةٍ
نوح فلاحةٍ بالسواد
كاقتطافٍ على حرقةٍ للبياض
أو كبابٍ لجنات عدن ومن خشبٍ
كأوتار عودٍ شجيٍّ ونايٍ حزينٍ
فلا تحضري.
ويا حُبّ، هل تعلمين لماذا؟!
لأني تعبتُ
شككتُ بعقلي
شككت بطلاتِ نورٍ ولو في الظلامِ
فكيف تكونين مني
من القرب حاضرة مثل هجرٍ
وعند الضحى..
وفي العصر
حتى أوائل ليلٍٍ
ومنتصفٍ كالهلالِ بتوقٍ لبدرٍ
فهل يا ترى انت شخصان أم واحدُ؟!
أيا ربّ أنت الحبيبةُ لا بدّ من أنْ تكوني أوائل كلّ قطاف
ابتداء الهلال وبدراً
حصاداً لأول كلّ بدار.
أأحسنتُ قولاً؟!
أأثنيتُ ثم امتدحتك كالغارقين بحبٍّ؟!
أنا لا أظنّ
فيا وردتي
تعالي إليّ صباح مساء
وكوني الثواني
وكوني اثنتين
فلا بأس
إني أحبّك مهما تدرّج فينا الحضور كنهرٍ
ومهما غزانا الغزاة بأحلافهم
نظلّ الجهاد بحطّينَ نحنُ، ونحن العناد
على الحب نقضي فناجيننا بانتظار
وكم ذا التفاتٌ لعينيك
وجهك هذا الصغير المشاكس
كم ذا انتظارٌ..
وكم ذا على القربِ منا انتصارْ.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5182» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
mjharbbi@hotmail.com