أثر مقالاتي السابقة عن النادي الأدبي بالشرقية قامت الدنيا ولم تقعد من جهة بعض الفئات.. فبدأت الحملات المضادة على كافة الأصعدة وكلها تصب في منحى واحد أن على المتضرر الصمت والانكفاء على الذات واجترار الأحزان.. فالاعتراض ممنوع والعتب مرفوع، وكل من يعترض على خطأ ويطالب بتصحيح وضع ما أو يوجه الأنظار لظلم (بين) يصنف على انه من الساحل الآخر.. ساحل المنشقين المعارضين.. ولو سألته كم أعداد هؤلاء المعارضين؟؟.. ولماذا أصبحوا معارضين أصلا؟؟؟ فلن يرد ابداً..
منذ تم إعلان تولي جبير المليحان رئاسة النادي كنا من أوائل المهنئين والناصحين المخلصين توجهنا وباتفاق غير مكتوب أن نعمل معاً من أجل أثراء الساحة الأدبية والثقافية وإعلاء شأن الكلمة المكتوبة وتفعيل دور الأدباء في المنطقة الشرقية.. وأشياء لم نتفق عليها لكنها ثابتة سامقة كنخيل بلادي وهي الصدق والعطاء بلا مقابل والبعد عن مستنقعات الشللية الآسنة..
لكن ومنذ البداية بدأت عملية الانتقاء والفرز والإقصاء.. بدءا بمسرحية هزلية حية قدمت أمامنا باسم انتخابات اللجنة النسائية والتي كانت اللبنة الأولى التي قوضت البناء وانتهاء بمعرض الكتاب الدولي بالرياض والأسماء المختارة من قبل النادي..
وبعيداً عن مزايادات الأيديولوجية الثقافية فإننا لا نبحث لدى النادي عن موقع أو منصب أو ارتقاء مهم.. ولا نزعم أننا قد وصلنا القمة (لكن الأندية الأدبية عموماً لا تخرج أدباء وهذا معروف لدى الجميع ولم يخسر د. عبد الله الغذامي شيئاً من طلاقه للأندية الأدبية!!) وموضوع النعامة التي تدخل رأسها في الرمل (وغض الطرف انك من نمير.....).. ليس لها اعتبارات لدي.. فالنادي الأدبي هو مؤسسة من مؤسسات الدولة أعزها الله ووضعت لأهداف سامية ولخدمة أدباء وأديبات المنطقة لذا لابد من الإشارة إلى الأخطاء إن وجدت وتصحيح مسارها أن اعوجت.. ولا يوجد أحد فوق النقد! وللعلم وبخلاف لغط بعض الصحفيين فاني رغم انتقادي لعمل النادي لكنني لا انتقص من قدر أحد وتربطني مع أغلبهم علاقات ودية على سبيل المثال د. مبارك الخالدي نائب رئيس النادي ورئيس الصفحة الثقافية في جريدة اليوم الذي ساعدني في مراجعة روايتي الأخيرة (عيون قذرة) وغيره من أعضاء النادي فلابد ان يعرف الجميع ان النقد موجه للأحداث وليس للأشخاص.. اما عن اعتراض النادي الأدبي بالشرقية على اللغة في مقالي.. فأعتقد أنني أكتب باللغة العربية الفصحى وابتعدت قدر جهدي عن الإساءة لهم إلا في ما يصب في مسار النقد الهادف البناء الذي يوجه أنظارهم نحو الخطأ ويعينهم على تصحيحه دون الدخول في تفاصيل ألفاظ قد تهدم ولا تصلح.. كيف نقول للظالم أنت ظالم بألفاظ مهذبة رقيقة؟؟ كيف نتنفس الأجواء الصحية السليمة إذا أحنينا رؤوسنا وأغمضنا أعيننا وابتلعنا أشواك الصمت؟؟ كيف نرضى باستلاب الثقافة ولأجل من؟؟
ولتعلم إدارة النادي إذا كانت تريد الحق وتنشد الإنصاف.. إن ما بني على خطأ فهو خطأ ولن ينصلح إلا باصلاح الأساسات وإعادة البناء.. وإذا ارادوا المعرفة الشاهقة عليهم ان يوجهوا لجميع أدباء وأديبات الشرقية سؤال.. هل النادي الأدبي بالشرقية الآن يسير في المسار الصحيح الذي يخدم من خلاله أدباء وأديبات المنطقة أم أنه يكرس للشللية (ويا بخت من كان العميد خاله؟؟).. من خلال مناقشاتي مع بعض الأخوة والأخوات الكتاب اتضح إن أسرة النادي شلة تمتد معرفتهم إلى أكثر من ربع قرن... فمن أكون أنا أو أي أحد غيري ليخترق هذه القلعة المحصنة من عشرات السنين ويطالب كغيره من أدباء الداخل أن يكون له مرجعية مباشرة وحق المشاركة في إثراء الساحة الثقافية في بلادنا الغالية والتي كفلت لنا كل حقوقنا ولم تقصر في شئ
يقول سبينوزا:- إن الأنظمة التي تلجم الأفواه، وتحطم الأقلام، تهدم نفسها بنفسها..
ومن شعر(نزار قباني)
يا من يعاتب مذبوحاً على دمه
ونزف شريانه ما أسهل العتبا
من جرب الكي لا ينسى مواجعه
ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
قماشة العليان