شعر - عيسى بن علي جرابا
إلى الإنسان الشاعر والشاعر الإنسان د. عبد الله باشراحيل
حبا ووفاء وتقديرا لأريحيته الباذخة وتواضعه الجم..
فإليه مع التحية
بِغَيْرِ هَوَاكَ مَا حَدَّثْتُ نَفْسِي
بِهِ أَغْرَيْتَنِي وَأَرَقْتَ هَمْسِي
دَعَانِي فَارْتَحَلْتُ إِلَيْهِ أَرْوِي
صَدَى رُوْحِي وَأُتْرِعُ مِنْهُ كَأْسِي
وَجِئْتُكَ مُسْتَهَاماً ذَابَ شَوْقاً لِلَثْمِ كَوَاكِبٍ وَعِنَاقِ شَمْسِ
بَعَثْتُ إِلَيْكَ مِنْ حَرْفِي رَسُوْلاً
وَمِنْ ثَغْرِ الهَوَى أَحْلَى (مَجَسِّ)
أَجَلْ أَهْوَاكَ أَعْزِفُهَا فَتَسْرِي تَجِلُّ حُرُوْفُهَا عَنْ كُلِّ حَدْسِ
وَكَمْ أَصْغَى لَهَا سَمْعُ اللَّيَالِي
لُحُوْناً تُؤْنِسُ النَّائِي وَتُنْسِي!
وَلَسْتُ بِكَاتِمٍ أَبَدَا بِقَلْبِي
شُعُوْراً ضَجَّ مِنْ كَتْمٍ وَحَبْسِ
أَنَا لِلعِشْقِ وَالعُشَّاقِ بَحْرٌ
مَرَاكِبُهُمْ عَلَى شَطَّيْهِ تُرْسِي
أَبَا الأَلَقِ المَهِيْبِ إِلَيْكَ شِعْرِي رَوَاهُ الجِنُّ عَنْ أَشْبَاهِ إِنْسِ
فَدَعْهُ يَبُحْ بِمَخْبُوْءِ الحَنَايَا بِأَعْذَبِ نَغْمَةٍ وَأَرَقِّ جَرْسِ
تَلاقَيْنَا بِهِ حُبًّا بِحُبٍّ تَهَادَيْنَا بِهِ حِسًّا بِحِسِّ
وَرَفْرَفَتِ المَشَاعِرُ فِي سَمَاء
مِنَ اللُّقْيَا تَجُوْدُ بِغَيْرِ بَخْسِ
فَكَانَتْ لَيْلَةً تَلِدُ الأَمَانِي سَنَاً وَتُعِيْذُهَا مِنْ كُلِّ مَسِّ
تَسُرُّ النَّاظِرِيْنَ نَدَىً وَحُسْناً
وَتَرْفُلُ فِي بُرُوْدٍ مِنْ دِمَقْسِ
فَتَسْعَدُ مُهْجَةٌ كَمْ قَلَّبَتْهَا يَدُ البَلْوَى عَلَى أَمَلٍ وَيَأْسِ!
أَبَا الأَلَقِ المَهِيْبِ إِلَيْكَ شِعْرِي
وَعُذْرِي فَالقُصُوْرُ بِغَيْرِ لَبْسِ
وَحَسْبِي أَنَّنِي بَاقٍ مُقِيْمٌ
عَلَى عَهْدِي كَمَا أَصْبَحْتُ أُمْسِي
وَلَسْتُ بِمَادِحٍ كَلاَّ وَلَكِنْ
بِغَيْرِ هَوَاكَ مَا حَدَّثْتُ نَفْسِي