عبر إذاعة البرنامج الثاني من جدة وبصوت الزميل محمود تراوري «برنامج المقهى الثقافي» الذي كانت فكرته - كما يقول معده ومنفذه الزميل محمود تراوري- مستقاة من جلسة سمر في مقهى تتم فيه مطارحات تتصل بالهم الإبداعي والشأن الثقافي، أما عن البرنامج فمدته نصف ساعة، مضمونه إخباري، يسلط الضوء على المناشط الثقافية والفكرية والإبداعية في كل مجالات الثقافة والفنون والإبداع.. ويسعى لنقل نبض الحراك الثقافي من كل أنحاء المملكة، مع تعريج على الأفق العربي والدولي.
يقول محمود تراوري عن البرنامج: استضفت في البرنامج حتى الآن أكثر من خمسين شخصية ما بين مثقفين ومثقفات وروائيين وشعراء وقصاص ونقاد وباحثين وفنانين تشكيليين ومصورين فوتوغرافيين ومسرحيين وسينمائيين، إضافة إلى قيادات مسؤولة في وزارة الثقافة والإعلام.
الطريف في الموضوع، أن تخصصي الجامعي الدقيق هو إذاعة وتلفزيون، ولكنني منذ التخرج عملت في الصحافة المكتوبة طيلة قرابة العقدين، ولم أعمل في التخصص إلا سنة ونيف في قناة اقرأ الفضائية مع الراحل الدكتور عبد القادر طاش رحمه الله الذي كان أول من أتاح لي فرصة الظهور على الشاشة إعداداً وتقديماً، لكن في الإذاعة (الراديو) التي كانت حلم الطفولة الأجمل والأهم، وجدت ذاتي، وأحببت العمل الإذاعي، ووجدته أكثر دفئاً وحميمية من التلفزيون، فالإذاعة تحليق أصيل في الخيال، وتماهي مع الصوت فقط، بعيداً عن اشتراطات قد لا تتوفر فيّ كالوسامة مثلاً !!
وحقيقة أجد متعة ولذة في إعداد وتقديم (المقهى الثقافي) رغم ارتباطاتي العملية الصحفية وبعض المعاناة أثناء التسجيل لضغط الاستوديوهات، حيث يشهد مبنى إذاعة جدة مرحلة انتقالية نظراً لقدم المبنى والاستوديوهات، وهي مشكلة ستحل قريباً بعد انتهاء المبنى الجديد، كما أفاد مدير الإذاعة الحالي الأستاذ حسن التركي الذي أبدى ترحيباً كبيراً بكل المثقفين للمساهمة في إثراء الإذاعة التي تعيش الآن عهداً جميلاً في طريق استعادة العهد الذهبي لأول إذاعة تأسست في المملكة، ولعل المستمع الآن لبرامج هذه الإذاعة يلحظ التغيير الكبير والجميل الذي تعيشه والحيوية التي تمثلها برامجها بطاقات وجهود واجتهادات رائعة من قبل شباب وشابات رائعات امتزجت بخبرات عدد من المخضرمين.