يتساءل البعض لم هذا التركيز اليوم على قضايا المرأة ليس في الفن التشكيلي فحسب إنما في جميع أوجه الحياة، ونحن نعيش اليوم في مجتمع قبع تحت الثقافة الذكورية لفترة طويلة نال فيه الذكر ما يستحق ومالا يستحق أيضا في بعض الحالات من تشجيع وفتح جميع الأبواب.

هذا الانحياز الذكوري إذا ما جاز لي التعبير ساهم في التفريق بين مستوى المرأة الفنانة والرجل الفنان، فإذا أردنا المقارنة بين التجربة الذكورية ككل والتجربة النسائية فالكفة للرجال لأسباب كثيرة منها ما هو مرتبط بالمجتمع ومنها ما هو مرتبط بالتعليم وجميعها تنصب في خانة عدم إتاحة الفرص للمرأة كما أتيحت للرجل من فرص التعليم والاحتكاك والعرض... الخ.

واليوم انتشر الوعي لدى المجتمع بأهمية نتاج المرأة مهما كان نوعه والحرص على إعطائها حقوقها وإن كانت بأثر رجعي لذا نجد الكثيرين يقفون في منبر الدعوة لحقوق المرأة في جميع المجالات ومنها المجال التشكيلي مجالنا هنا، والعمل لا يقتصر على المنابر فقط، بل تواجه في ذلك المرأة العديد من التحديات التحدي الأول تحدي الذات فعلى الفنانة أن تعي أن المواهب مهما كانت متميزة لا تظهر إلا من خلال الصقل، مما يستدعي الصبر على التعليم والممارسة المستمرة وتقبل النقد.. الخ.

أما التحدي الثاني فهو تحدي الظروف المحيطة لأجل العرض، لا يجب أن تستسلم بل عليها أن تحاول وتحاول إلى أن تستطيع فرض أعمالها الفنية على الواقع التشكيلي ولا يمنع أن تسعى لدعم الجهات التي ترعى الفنون التشكيلية سواء أكانت جهات خاصة أم حكومية دون اتكال كامل عليها.

وفي هذا أيضا لا يجب على الداعمين من قطاع خاص أو عام تذكير أو تأنيث النشاط الفني وإنما إتاحة الفرصة للمرأة بشكل يجعل وضعها طبيعي في مساق العرض العام وتعويضها من خلال فرص الاحتكاك وتنمية القدرات والمهارات المختلفة، وربما المخيم الإبداعي الصيفي للفتيات الذي تسعى وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية لإقامته مطلع هذا الصيف في مركز الملك فهد الثقافي، ربما هذا النشاط يعد بداية جيدة لمثل هذا الدور في صقل مهارات المرأة في هذا المجال.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244