اطلعت بسرور على ما سطرته الأستاذة فريال الحوار -في العدد الماضي- بشأن مقالي عن الشاعر عمر الخيام وما بسطته من نقودات، وللتفاعل مع الكاتبة أدون بعضا من تجاوبي في نقاط:
* أعترف أني لم أشر إلى الترجمة الجديدة لرباعيات الخيام حيث غفلت عن نشر غلاف الترجمة الحديثة لصالح الجعفري وليس صحيحا أني كنت أعني ترجمات أحمد الصافي النجفي.
* اتهامي للرباعيات بالمجانية يستشعره كل من قرأها فهي على عبثيتها ومجانيتها هبطت إلى مستوى من الضعف غير مسبوق والضعف ليس بسبب سوء الترجمة؛ فالمبدع يفرض معناه على كل مترجم، وقوة شعر لوري الإسباني وشكسبير الإنجليزي وسعدي الشيرازي الفارسي دليل على أن المترجم الحرفي أمين في نقل الجمال وإن كان على حساب ابتكار الأسلوب.
عمر الخيام شاعر ضعيف وشهرته بسبب التيار الذي شكله فهو يمثل خطاباً إيديولوجياً وليس جمالياً.
* النقاش التاريخي والعودة ل(تاريخ حكماء الإسلام) أو غير لا يخدم ما نحن بصدده إذ إننا أم قدر حاسم اسمه الرباعيات، فالرباعيات شيء والخيام شيء آخر، والجمالي لا يرد عليه بالتاريخي حتى لو بلغ الأمر مشاركة الكثير للخيام في الكتابة فكل هذا خارج النص النقدي للظاهرة.
* (الأصوات المهمشة) التي أقصدها هي المهمشة في عصر الخيام وهم الذين أضافوا إلى رباعياته ولم يكن قصدي المترجمين.
* أحمد الصافي النجفي لم يعرب تعريبا حرفيا ولو كان هذا صحيحا لكانت الترجمة ظاهرة صوتية كبقية الترجمات غير شهرة ترجمة جاءت بسبب الغطاء الجمالي الذي بسطه النجفي ليستر هذا الضعف المجاني - النجفي يتماهى بصدق مع اللحظة التأملية - وهذا ما كنت أعنيه بالخربية - ويضيف شيئا جديدا إلى النص.. فالخيام يستخدم عبارة (الإنسان) يترجمها النجفي إلى (ابن انثى).. أي ترجمة حرفية تفجر الدلالات الوجودية وتطوح بالإنسان الوجودي إلى مدارات مرتبكة.. إنها رباعيات داخل الرباعيات.
* الموقف الحزبي هو الموقف المرتبط بحالة الإيمان والشك والانفعال في سبيلها والإضافة الحذرة لفضح المكنونات بطريقة فنية لبقة أما اعتراف النجفي بعجزه وقصوره عن ترجمة بعض الرباعيات فهذه تهمة للنجفي نفسه فاعتذاره دليل على أن الترجمة لم تكن حرفية ولو كانت كذلك لما استعصت عليه.
* التأمل والتفكر عند العرب لم يبرز إلا مع العصر العباسي وتحديدا مع تماهي الثقافتين العربية والفارسية.. تقول الأستاذة: (لو أن العرب أمة إلحاد مطلق لما وجدنا عربيا واحدا دخل الإسلام) والرد هو أنهم أمة إلحاد مطلق أيضا والدليل رفض الكثير الدخول فيه وكذلك الكثير من أمة الفرس يتصفون بالإلحاد المطلق والإيمان المطلق والجاحظ يناقش ظاهرة ولا يعمم إذ التعميم منهج غير علمي.
* المرأة والكأس عند الخيام ليست على النحو الذي ذكرته الكاتبة فالخيام لم يكن صوفيا إلى درجة اختلال هذه الرموز فهو علمي وواقعي في كثير من رباعياته والمرأة والكأس بوصفها رموز للذات الإلهية لا تكون عند الخيام المتذبذب بل عند المستقرين عرضانيا كابن عربي وابن الفارض والذي أراه أن موجودات المكان تلعب دورا في الدفاع وحماية الخيام من الغيبي الشكي بوصفها شهادة وبوصفه غيبا.