* الثقافية -

سعيد الدحية الزهراني:

كنت أهاتف الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير المجلة العربية (الجديد) بشأن حوار صحفي سينشر قريباً على صفحات الثقافية.. كان أحد الأسئلة حول إعادة النظر في دورية الصدور من شهرية إلى نصف شهرية.. حينها لم أكن قد اطلعت على العدد الأول من المجلة في عددها الجديد.. بعد أن رأيت العدد تمنيت لو أنني لم أسأل هذا السؤال.. فالمنافسة حتما من المجلة وبها في ظل هذه الإطلالة المدهشة ستكون لعبة غير مضمونة الحسم!

أكتب عن المجلة العربية ومنها بين يدي عددان من عهدين (السبيل والصيني) مثلما في ذهني لها ومنها ذاكرة تتباهى بالرسوخ الأثير من حمد القاضي..!!

من يتأمل العربية في عهد السبيل فسيخيل إليه أن إخراجها بتلك الصورة الصامتة تماما (هذا على مستوى الغلاف) لم يكن إلا تهيئة لانطلاقة بالفعل مثيرة وجديرة بالإجلال.. وهذا ما نراه في أول أعداد المجلة العربية في عهد الصيني.. فمن الغلاف تستقبلك (العربية) بتمازج سلس من حيث الصور وألوان الصور إضافة إلى العناوين حجماً ورسماً.. وبالتأكيد دلالة ومضموناً.. وكم للغلاف في أي مطبوعة - من أهمية لا يعيها حتى أكثر القائمين على الصحف من غير الإعلاميين المهنيين..؟؟!!

أما الرؤية الرئيسية المكتوبة للمجلة فهي الأمر الذي لم تتضمنه كلمة الصيني في الافتتاحية.. ربما لظرف الاستهلال اعتباراته ومبرراته..!

لكن بطبيعة الحال لم يلغِ هذا الإشارة إلى عدد من الاتجاهات في السياسة التحريرية القادمة.. التي تدرك أن الراهن بات مغايرا تماما للسابق تقنيا وفكريا ورقابيا الأمر الذي يدفع نحو الاتجاه للمواكبة والإفادة والاستفادة من جل المعطيات.

أيضا حمل العدد الأول التصور الرئيس لرئاسة التحرير وهو الأفق الثقافي العربي لا المحلي.. وهذا ما سُكّ على غلاف المجلة ثم جاء عنواناً لافتتاحية رئيس التحرير.

قائمة كتاب المجلة.. إحدى أهم وثبات المجلة (ضربة معلم) وأولها استكتاب الدكتور عبدالله الغذامي، مثلما استمر أبرز كتاب المجلة السابقين.. كذلك تقارير المجلة وقراءات الثقافات بصورة تعتمد التنوع جغرافيا وموضوعيا وأيضا فكريا.. الأمر الذي يفتح أفق التلاقي دون انغلاقات الرؤى والأدلجات.. ولعل تنوع الأقلام المشاركة في العدد من الجنسين أحد مواضع التفاؤل بقادم ثقافي عربي.

ويبقى عنصر الثبات والتجديد المستمر.. وهو الأمر المتحقق بالفطرة والتجربة في سيرة ومسيرة د. عثمان الصيني الإعلامي والمهني والثقافي المنتمي..

تدشين العدد الجديد جاء ضمن احتفالية ثقافية مصغرة جمعت كتاباً وصحفيين ومسؤولي تحرير مثلوا الطيف الثقافي في العاصمة.

له وللمجلة العربية والزملاء في أسرة التحرير.. من (الثقافية) تحية وأمنية بالتوفيق.. ومرحباً بالتكامل..!!