الخسران كل الخسران لمن رضي أن يعيش في الواقع بلا عينين تنظران إلى الأفق، فالواقع جلاد أحمق، أصفادٌ من رضًى. لمن آثر أن ينام فيه.
أما الحلم فهو لذة اللا التي تعزفها النفوس المتمردة، الحلم يحرر الواقع من الموت الذي يلفه، من الزيف، من النوم في سرير الماضي، ولهذا فالنفوس الكسلانة التي لا تقوى على الطيران لا حلم لها وتكره الحالمين.
الواقع مستنقع تدمنه الحشرات والطفيليات والطحالب، فيما الحلم هو الوجود البهي. أجنحة الحرية التي تحملنا عالياً فنرى الواقع صغيراً من علٍ فتأنف الحط عليه.
ينهزم الحلم حين يصير واقعاً، وحين تراه يمشي على قدمين أسبقه، وأرحل إلى حلم آخر، لا يأسرك حلم بعينه، فالحياة حلم دائم.
قل لي أيها الإنسان: أنى لك أن تصنع الآتي وعقلك أسير في أرض لا تريد أن تمر فيها الريح، وتمنع النور من التسلل إليها؟
كيف تصنع الآتي وأنت مسمر في سعادة زائفة والنوم في سرير دائم لا هواء ينعشه ولا شمس تضيئه.
أيها الإنسان: إذا غضبت من ذلك الأنا الذي يتمرد على الواقع ونظرت إليه أنه يأتي سوءاً، فما أنت إلا نفس محشوة بالماضي.
إذا لم تعرف لذة الفرح بالحلم، وسعادة السير على طريق تحقيقه، وإذا لم تكن لديك شجاعة الوجود لاقتحام الأفق فأنت شيء.
وحدها الحياة الحلم التي تستحق أن نعيشها، وحدها التي تستحق أن نسير على جسر التعب من أجلها.
ولهذا تعرف لماذا تعيش البشرية التناقض الدائم بين الحلم، حلم البشر، وبين السلط جميعها. ولأن السلطة ضد الحلم ليكن حلمك دائماً كيف تقهر من يقهر الحلم.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7307»
ثم أرسلها إلى الكود 82244