لا تكنْ صورةً للغلافْ
في الزمانِ الرديءِ
وحيثُ الجفافْ
إنها صورةٌ للعبورِ المقيتِ
فلا لا تكنْ ساحةَ المَقْتِ
والسُّخْطِ
عندَ الجُنُوحِ
ولبسِ الخلافْ
(1)
إنها صورةٌ مشرقةْ
ثمَّ تُرْمى بَعِيْداً
كأنْ لمْ تِكنْ ذاتَ يومٍ
صَهِيْلاً يُدَوِّيْ
ورسماً أنيقاً يُضِيءُ الثَّقةْ
إنها صورةٌ ...
لا تكنْ صورةً للغلافْ
(2)
إنَّها صورةٌ مثلُ كُلِّ الصورْ
يُدْفَعُ المالُ فيها
لتبقى أثَرْ
إنَّهُ لمْ يكنْ بالجَمالِ المُصاغِ هُنَا
إنَّه لمْ يكنْ بالجَلالِ المُهابِ هُنا
إنَّها كالصورْ
ليْسَ فيها سِوى بائِعٍ للكلامِ
وغَيْرِ الدُّرَرْ
إنَّها...
لا تكنْ صورةً للغلافْ
(3)
لَيْتَ شِعْريْ أنَا ما أنَا؟!
هلْ أَضَعْتُ الطَّريقَ
وأَفْنَيْتُ عُمْرِيْ بلا غايَةٍ...
أصْبَحَ الخِبُّ ضَيْفَ السَّنا
يا لَهُ مِنْ زَمانٍ عَجِيْبْ
يَمْتَطِيْ فيهِ غِرٌّ حِصانَ الخُلُودِ
ويبْقى الأريْبُ رَهِيْنَ المُنَى
إنَّها مَهْزَلَةْ
كَمْ أجادَ البَلِيْدُ الوصُولَ
وما كان للمَجْدِ أهْلاً ولا مُمْكِنا
ليتنيْ لم ْأَرَهْ
أَجَّجَ النَّارَ في داخِليْ ما هُنا
أَحْرِقُوا رَسْمَهُ وانْسفُوا جَوْ
هَرَهْ
(4)
لا تكنْ صورةً للغلافْ
يَمْتَطِيْها الذُّبابُ وعَيْنُ الحَقُودِ
وكُلُّ ارْتِجَافْ
يَسْكُنُ الكُرْهُ فيها
يَفِيْضُ على كُلِّ عَيْنٍ دَما
يَعْتَلِيْها بُصاقُ الدُّمَى
رُبَّما أصْبَحَتْ في سِلالِ النِّفاياتِ
رَهْنَ العَمَى
لا تَكُنْ
لا تكنْ صورةً للغلافِ حَبِيْسَ الإِساءَاتِ
والاقْترافْ
ولْتَكُنْ ...
ولْتَكُنْ... ساكِناً في الشَّغافْ