الأديب المفكر الدكتور تركي الحمد وبعد كل عمل روائي يقدمه للقارئ قلَّ أن ينسى تذكيره بأن النقد الأدبي لا يقدم شيئاً للإبداع المحلي على وجه التحديد.
فالحمد ومنذ أمد بعيد يتأمل المشهد الأدبي برمته إبداعاً ونقداً إلا أنه لا يعوِّل كثيراً على هذه النظرات والأطروحات إنما يبذل في سبيل الإبداع إنتاجاً روائياً، وفكراً معرفياً لكي يكون على اطلاع كامل بما يدور حول تجربة الأدب الذي بات في مهب رياح الكائنات غير المجدية.. تلك التي تسعى إلى الحضور الآني دون وعي، أو إدراك لمعطيات التميز المطلوب في مثل هذه الأعمال الإنسانية الخالصة.
تركي الحمد ورغم أنه لا يعبأ بالنقد، ولا يعوِّل على حضوره في الإبداع نراه وقد مد جسور التواصل مع نقد لا يقل عنه أهمية يتمثل في (نقد الخطاب) فكلما وجه المبدع نقده الخلاَّق من خلال جملة من الأعمال الإبداعية نراه وقد مارس هذا البعد التنويري على نحو ما قدمه الدكتور الحمد في روايته (ريح الجنة) حينما تصدى للنقد من منطلق استدراكي على الخطاب السائد لكن بمعالجات إبداعية جديدة تطيل التأمل في فحوى المنهج المتشابك، والفكر المشوش.. فليس أهم من النقد إلا تعرية واقع مثل هذه الخطابات، فالنقد لم يعد عن الحمد هو ذلك المحكوم دائماً بمهاترات المقولات حول أمر كتب وعفا عليه الزمان إنما هو عطاء نقدي متجدد يفد بقوة مع كل إبداع روائي يأتي به هذا المبدع الفذ.
