تتوالى دعوات المعارض والأنشطة الفنية بشكل لم يكن له نظير في السابق، مما يجعلنا دوماً في حيرة لتنظيم الوقت رغبةً في زيارة جميع المعارض أو أغلبها على أقل تقدير، وهو موضوع أصبح صعباً جداً مع هذا الكم الصحي منها.
هذه الكثافة ربما يلاحظ المتتبع للحراك الثقافي أنها تنشط في مواسم معينة، الأول منها بعد عيد الفطر المبارك والآخر بعد عيد الأضحى أو في بداية السنة الهجرية الجديدة، كما يمكن تسمية موسم ثالث هو قبيل الإجازة الصيفية، أو ميلادياً هذا العام: (أكتوبر- نوفمبر) و(فبراير- مارس) و(أبريل - مايو)، ثم إن هناك الأنشطة الصيفية لإمتاع مَنْ لم يحالفه الحظ بالسفر طيلة شهور الصيف، كما أن بعض الجهات أفردت نشاطاً متواتراً على مدار العام كمعرض تترا الذي تقيمه مكتبة الملك عبد العزيز لفنانة مختلفة كل شهر هجري، وتأتي المعارض التي تقيمها الجهات الخيرية لتتبوأ شهر الرحمة (رمضان)، الذي يوافق ميلادياً مع شهر سبتمبر هذا العام.
المهم أننا أصبحنا مضغوطين للأسف لدرجة لا نستطيع معها متابعة جميع المعارض! وهو شيء لم أكن لأتخيله قبل حوالي 10 سنوات حين كنت أعمل على بحث الماجستير كنت أنتظر بلهفة أي معرض لحضوره لاستكمال الاستبيان الذي أعده وكنت حينها أحتاج فقط 100 زائر لتعبئة الاستبيان!، وكان انتظار المعارض مزعجاً لدرجة تعطل معها البحث لقلة المعارض حينها، علماً بأنني سافرت إلى المنطقتين الشرقية والغربية بحثاً عن المعارض هناك أيضاً!.
وبالطبع هناك نواحٍ إيجابية عديدة لهذا الكم في الطرح، منها تعدد الخيارات للزيارات وإمكانياتها حسب اتجاه الأعمال المعروضة أو طبيعتها أو (جنسيتها) أو حتى مكان العرض، وغيره من الخيارات التي سهلت نشر الثقافة البصرية للجميع، كما أن تغطية هذه المعارض إعلامياً سوف يساهم أيضاً بوعي أو بدون وعي في جذب أفراد المجتمع لهذا الفن، فاليوم يقرؤون الدعوة في الجريدة وغداً يتابعون تغطية المعرض في التلفزيون وربما بعد غدٍ يدفعهم الفضول للزيارة! ثم يستطعمون لذة الإمتاع البصري لمشاهدة الأعمال لتكون بعد ذلك زيارة المعارض جزءاً من حياتهم الثقافية! (أقول ربما). إذن الكرة في ملعب الإعلام أولاً لتغطية ما لا نستطيع حضوره من المعارض، وثانياً لنشر هذا الفن الجميل.
وأقصد بالتغطية الإعلامية عدم الاكتفاء بصفحات في الجرائد أو جزء من برنامج بل مطبوعات وبرامج تلفزيونية متخصصة، والمفارقة العجيبة أن إحدى الزميلات كانت ترغب في عمل برنامج حول الأنشطة الثقافية، سألتني قبل فترة قصيرة؛ (هل هناك معارض كافية لتغطيتها في البرنامج؟).
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244
- الرياض
msenan@yahoo.com