الغذامي مبدع في قراءاته كما هو مبدع في كتاباته، والقراءة الجادة هي التي أوصلته إلى مصاف العلماء والنقاد المعروفين على مستوى الوطن العربي، تحدث الدكتور عبد الله الغذامي عن تجربته مع القراءة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة عندما سأله سائل (كم تقرأ من ساعة في اليوم؟) فأجاب بقوله: (كل وقتي ولحظات حياتي أقضيها في القراءة) وهناك تعليق قديم مكتوب بخط يده عام 1383 - 1963م وجده في كتاب (مروج الذهب) للمسعودي ومما جاء في هذا التعليق (أرجو من الله عز وجل أن يوفقني للقراءة اليومية ويرزقني معرفة) وختم تعليقه بوشم اسمه عليه (ع.م.غ) وقسم الدكتور الغذامي القراءة إلى أربع شعب:
(1) القراءة السريعة ومثل عليها بقراءة الصحف والخطابات الرسمية.
(2) القراءة المهنية التي تطلب عادة من الناقد لإبداء رأيه في عمل إبداعي وهو مجبر على تلك القراءة حتى وإن لم يجد متعته فيها.
(3) القراءة الوظيفية المطالب بها الأكاديمي عادة في تحكيم الكتب ومتابعة رسائل طلابه وأطروحاتهم العلمية.
(4) القراء الفكرية ونعتها الغذامي ب(المهمة) لأنها تصنع الأفكار، ورأى أنه يتعمد إطالة الأمد في قراءة بعض الكتب لإحساسه بالمتعة. ومن عادة الغذامي أن يعلق على قراءاته من خلال الكتابة على الهوامش أو قصاصات ورقية صغيرة.
وعن أفضل ثلاثة كتب قرأها أوجزها في هذه العناوين: (مئة عام من العزلة) لجابرييل جارسيا ماركيز، و(داغستان بلدي) لرسول حمزاتوف، وكتاب (المنثوي) لجلال الدين الرومي الذي يقع في ستة أجزاء كما يجد متعته أيضا في الرجوع لقراءة كتابي (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) لعبد القاهر الجرجاني. حكاية الغذامي مع الكتاب لا تكفيها محاضرة بل تحتاج إلى كتاب على غرار ما صنعه في (حكاية الحداثة) يروي فيها كل التفاصيل الدقيقة والمثيرة في عالم القراءة العالم الذي يجد فيه متعته وأنسه وسعادته أيضاً.