أحاول أن أبحث عن إرث أتكئ عليه لمعرفة حدود العلاقة بين المرأة والرجل ولقناعتي بوجود أنساق مختلفة بينهما حاولت في البداية أن أتعلم أبجدية هذه العلاقة المعقدة، ومن أجل الوفاء لإنسانيتنا قررت تكثيف حضور هذين المخلوقين من نار الدفء وصقيع الوجع،تبهرني جغرافية الإنسان بداخلنا، فكم من التجارب الجميلة التي نستحضرها بمجرد رغبتنا في الإحساس بمتعة الاختلاف، فنعيش مشردين بين مدن الرغبة في الاكتشاف وسواحل الخوف من المجهول، نبحث عن ملاذ آمن من اضطرابات الحياة عن شخوص تسكننا بعناية، لنفتح صفحات من بياض الياسمين لتمتص كل ما فينا من خوف وقلق وتعب وتوتر، تنعشنا وتمدنا بالقوة وتحفزنا وتعطينا كل ما نفتقده في عالمنا الخارجي من الألفة والحب والاستقرار والانتماء الروحي والجسدي، نسيج جميل من العلاقات المترابطة، حاجات يكمل بعضها بعضا. تتدفق بمسارات متوازية وعلاقات تبادلية من وإلى الآخر، مبدعة إحساسا بالقوة والانتماء، لقد قررت أن أعلن الصفح لكل الوجوه، وسوف أنظر للآخر بعيني شاعر أو رسام، وكقيمة فنية تعبر عن امتناننا الصامت الجريء لهذه العلاقة الجبارة.
وهل يفترض فينا إعلان الانتماء إلى شخوصنا التي أرهقها العدو حثيثا في طرقات الحياة، إذن لابد أن ننسكب كقطرات من نور على نسيج المجتمع بمخملية موغلة في الجمال،
ولنحدد ماذا نريد من الآخر ولنقفز قفزة كبيرة في فراغ الآخر، ولنبحث في ثنايا السمو والكبرياء الإنساني عن ما يقربنا للآخر ويمهد اللقاء الفكري والنفسي معه، ولنختصر مسافة ألف سنة ضوئية بينهما..!!