قالوا إنه كالبحر غامض في مشاعر، غامض في تصرفاته، في أعماقه رقصة أسماك بريق لؤلؤ وسر محارة مقفلة قالوا إنه قد يسير أعمى عندما يرى رقصة سمكة فيتبعها حيثُ مخدعها، وربما يرنوا لها بوضع طعم ليغرس سنارة حملته في جوفها ليحملها من بحر حريتها إلى سجن سلته القابعة بصمت على رصيف النهاية المُرّة حتماً سيخرجها، يحملها إلى أعلى ثم يرمي بها في سلة موتها الأكيد...
وهكذا هم يحلمون بما يتحرر قيده في عقولهم، يلبون
...>>>...
القاص والروائي فهد المصبح يذيع لأول مرة أسرار مفتانه السردية حينما يعلن صراحة أنه على استعداد لأن يقول الحقيقة في حكاية لا تخلو من عنصري التشويق وبيان حقيقة يتجسدان في رحلة السرد المفعمة بالتناقضات والتحولات والتجاذبات.
رواية (الأوصياء) للمصبح تدهشك تفاصيلها البسيطة وتأسرك إيحاءاتها العجيبة، فتارة يكون الراوي عليماً لا تخفى عليه أدق التفاصيل، وأخرى حائراً في (الأوصياء) ليعكس حيرته في هذا الكم
...>>>...
أقبلت عليهم تمشي. وقد أثقل الفستان الوردي ممشاها. شامخة تقف كتمثال الحرية. تلقي بين أيدي السادة والسيدات أبياتها المكتوبة بحرارة الموهبة.. الجميع ينظرون إليها من أطراف مكشوفة.. سلمت.. ثم استوت على العرش.. وهي تصدح. - غابت عيون الشمس في ظل الضلال.. واستقت من كأس الهوى أحلى كلام... دوى تصفيق حار أرجاء القاعة المكتظة بالأنفاس.. ألقت من على كاهلها أبياتاً آيلة للسقوط.. وهي تلفح الحكام بنظرات كالشرر.
...>>>...
كان حضوري هذه الليلة لحفلة زفاف ابنتي الكبرى مختلفاً عن حضور أي أم لليلة كهذه.. إذ جاء حضوري كأي مدعوة أخرى. خالجني شعور بأنني لم أكن سوى ضيفة شرف تحمل لقب أم العروس.
اصطحب معي إلى هذه المناسبة ابنتي الصغرى سارة، فهي التي لا تفارقني، بل إنها تمنحني في هذا المساء شعوراً لا بأس به من السعادة.. هذا الإحساس الذي سلبت إياه لذنب اقترفته سوى انني أصبحت مطلقة.