يا عابرا أفقا تخضبَ بالكلامْ
ها قد بدا في طيفهِ
غسقُ الرؤى
كم عفَّ خطوك أن يرى في محفلٍ
يجبى، كهاجس طامحٍ
نيلَ المرام.
***
مذ كنتَ في حرم الهوى
آليتَ أن تفهو عزائمك التي
تندى لبارق لهفةٍ مختالةٍ
عبثاً
تراودها تباشيرُ الغرامْ.
***
هذا مدادكَ في يدي
قد جفَّ نبعُ دمائهِ
وذوى كظلٍ قد تلاشى لونهُ
وجثا بهيكله السقامْ.
***
ما سر فتنتك التي أخفيتها؟
حتى تنامت في دهاليز المكان
حتى علتْ صيحاتها
تجوبُ آفاق المدى
ما سر فتنتك التي
أضحتْ حطامْ؟
***
يا عابراً أفقَ الرؤى
ما هزّ شجوك مسمعاً
قد غب من صدأ الصدى
مذ قلتَ أنك عاكفّ (خلف القمرْ)
حتى (سرابيل الملامْ).
***
عشرون ذكرى من تراتيل الندى
فطمتْ بمائدةٍ يدور عبيرها
عن عاشقٍ مجنونَ ليلى
في غوايات الهيامْ.
***
عشرونَ غيبت المدى في ظلها
عشرونَ أسكرت الجوى
أفلتْ، كوجه حبيبةٍ
في ليل صبٍ
ما روى
***
يا عابرا
هذا مقامٌ لا يليقُ بحزنه
إلا عليكْ
فمتى إليكَ
تعودُ أحلامُ المكانْ؟
فمتى إليكْ؟
فمتى
إليكْ؟.