ربّما قليل من الفنانات التشكيليات أو حتى الفنانين من خاض تجربة المعرض الشخصي، ولعل عزوف البقية وراءه أسباب عديدة، منها أحياناً التكلفة المرتفعة لإقامة المعرض مع قلة العائد من بيع المعروضات، ومنها للأسف عدم كفاية الأعمال لإقامة معرض شخصي، نظراً للإنتاجية المحدودة للفنان أو الفنانة، أو قلة (بل ندرة) الجهات التي تتبنى مثل هذا النشاط مع تقليل التكلفة ما أمكن على طالب العرض، وغيرها من الأسباب.
ولكن هذا العام فاجأتنا مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في قسمها النسائي في المربع بمبادرة جميلة، حيث نظمت وخلال عام كامل عدداً من المعارض الشخصية للفنانات التشكيليات السعوديات أطلقت عليها مسمى (تترا)، من التواتر الذي نتمنى أن يدوم، هذا النشاط كان مثمراً خلال العروض السابقة، وإن كان هناك بعض السلبيات بسبب عدم التخصص، والتي كان بالإمكان تلافيها، إلا أن الفكرة من حيث إتاحة الفرص للتشكيليات لإقامة معرضهن الأول بأدنى تكلفة ممكنة كانت هي المهمة، والأهم هو كسر حاجز المعرض الشخصي الأول لهن، أيضاً فتحت المعارض الحوار بين الثقافة البصرية والثقافة المقروءة أو الأدبية إن صح لي التعبير من خلال عقد أنشطة المكتبة الدورية المتزامنة مع العروض، وفي ذلك ربط بين العالمين اللذين طالما انتقدنا افتراقهما.
شاركت في (التظاهرة) 10 تشكيليات: اثنتان منهن فقط سبق وأن أقامتا معارض شخصية هما: شريفة السديري وعصمت المهندس، أما البقية الثماني، فمع أنهن من التشكيليات البارزات على المستوى المحلي إلا أنهن يقمن المعرض الشخصي الأول لهن، وهن بترتيب تاريخ العرض: أمل أبو حيمد، ومنال الرويشد، وسلوى الحقيل (ينتهي هذا الأسبوع)، ولمياء مريشد (هذا الشهر)، ومنال الحربي، ود. مريم العمري، وهدى الرويس، وسارة كلكتاوي.
معرض تترا أقامته جهة نستطيع أن نقول إنها غير متخصصة في المجال التشكيلي، إلا أنها رائدة في هذا التوجه، إذ إنها ساهمت بشكل مباشر في إتاحة الفرصة للتشكيليات وتشجيعهن لإقامة المعرض الشخصي الأول وتسهيل أزمة (المرة الأولى)، وأنا أؤكد أنهن يفكرن الآن بالمعرض الشخصي الثاني قريباً بإذن الله، فشكراً للمكتبة والقائمات عليها.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244
- الرياض
msenan@yahoo.com