الحياة أجمل وأقصر من أن نحياها وفقا لما يشاؤه الآخرون، فضلا عن أن نحياها وفقا لمشيئة التعاسة. إنّها أقلّ من عمر زهرة، وهي أجمل من أبولون. ولذا، فإن الأمر في غاية الحسم. إنّ اللحظات ضنينة، والأيام المنصرمة عصيّة على الاسترجاع.
الحياة أعطية الإله السانحة، بيد أنّها واحدة، بلا تكرار. إنّها لا تحابي أبدا في قوانينها، وهي عذراء ذات إغراء، ولكنّها لا تتزركش إلا لفرسان الحياة الذين يجيدون الصنعة.
ليس ثمّة في الوجود أمر جدير بأن نمنحه خياراتنا، خلا ما يستبدّ بدواخلنا. فلندع عنّا الآخرين، ولنحيك تفاصيل حياتنا حسب ما يحلو لنا نحن. نحن وحسب.
لا يموت سوى أولئك الذين لا يستحقّون الحياة. الذين يعيشون حياتهم مثل حلزونة مختبئة داخل صومعتها هم زبائن الموت الأشدّ كفاءة وجاهزيّة. ووفقا للياباني تاكاشي تسوجي، فإن الحياة الغنيّة والمتدفّقة، وحدها هي ما يستحقّ العيش. التكرار والرتابة، هما عدوّ الحياة السعيدة. ولا يسعني أن أدلّ على ما هو محفّز وبهيج في حياة تتشابه أيّامها مثلما تتشابه قطرات الماء.
لا تتخلّى الحياة عن الذين منحوها حبّهم بكلّ تشبّث. إنّ الحياة تهب نفسها فقط لمن يتقنون فنّها.
الموت يخشى من الذين يستمسكون بالجمال، وهو لا يروم عدا المدحورين في مضمار الحياة. أما لطمه الكليم، ففقأ عينه؟ إذ الأنبياء هم أجمل البشر قاطبة، بلا منازع.
بين ظهرانينا عدد مهول من الناس الذين يموتون على قيد الحياة قبل ميتتهم بزمن، ربما مديد، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا. لا يمكن لربّ يحبّ الجمال أن يكون متّفقا مع المتشائمين.
وحدها الأرواح المهزومة، من تحرّض خصوم الحياة على غزوها، والإيقاع بها. وإنّ هاتيك الأرواح لن تنال من الحياة سوى وريقتين ضئيلتين: شهادة الميلاد، وشهادة الوفاة. ويا لبؤس الحياة التي تغادر الدنيا بمخزون لا يتخطّى ورقتين فقط.
حياة برائحة الصندل، هي المردود الاحتكاريّ للأناس الذين برائحة الصندل.
- الرياض
ts1428@hotmail.com