تأليف: حمدي الحسيني
القاهرة: دار الخيال2007
فجأة صار إقليم دارفور ملء السمع والبصر، صار مسرحًا لواحدة من أكبر الكوارث التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث، وتحول نصف سكان الإقليم تقريبًا 2 مليون نسمة إلى مشردين ولاجئين بلا مأوي، وتحول ما يجري هناك إلى موضوع للسجال في الإعلام العالمي، ومادة مثيرة تتم متابعتها بالصوت والصورة، ومساحة لتصفية الحسابات بين قوي إقليمية ودولية.
تحولت أرض القرآن، هكذا يعرِّفون دارفور في السودان، إلى ساحات من العراك والدم بين الأشقاء، منذ اندلاع أحداث التمرد في الإقليم في فبراير 2003، فقد حمل بعض أبناء دارفور السلاح في مواجهة السلطة، تمردوا عليها بطريقتهم، غير أن الأمور وصلت إلى ذُرى غير محسوبة، حيث عمل البعض علي تأجيج الخلاف ليكتسب طابعًا عنصريا بغيضًا، فقد تحول إلى صراع بين العرب والأفارقة، وكانت فرصة امتدت إليها أياد خارجية، فتمت استضافة الزعماء الأفارقة المتمردين في دول إفريقية مجاورة، وقُدم لهم دعم سخي للاستمرار في تمردهم وعمل الإعلام الغربي على تعميق شعور قادة التمرد بأنهم يخوضون حربًا مقدسة لتحرير أبناء الزرقة من المسلمين الأفارقة، من قبضة حكام السودان المسلمين وأيضًا المنحدرين من أصول عربية، وقد كانت التربة ممهدة بطبيعة الحال لإذكاء صراع من هذا النوع.
الكتاب بكل تفاصيله هو نتاج رحلة قام بها المؤلف إلى دارفور نقل فيها ما يجري هناك من وقائع مؤلمة في إقليم جميع أهله مسلمون يتكلمون العربية.
الكتاب تضمن لقاءات مع بعض الشخصيات المؤثرة في أحداث دارفور الحالية من بينهم الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة (المتمردة). وكان للتبشير نصيب في فصول الكتاب، حيث تحظى السودان باهتمام خاص من جانب المؤسسات الدولية المهتمة بهذا المجال. لكن الأمر بالنسبة إلى دارفور كان مختلفا حيث ظلت مهمة المبشرين فيها صعبة ومعقدة، فمعظم سكان الإقليم من المسلمين السنة.
زعيم (الجنجويد) أو الشيخ موسى هلال من أهم الشخصيات التي خصص لها المؤلف فصلا بعنوان (قطيع متوحش)، فقد كانت مطاردة مثيرة لقطيع من الذئاب المتوحشة، غيرت مسار حياته من صبي يرعى الجمال إلى زعيم أكبر القبائل العربية في السودان. ثأره مع متمردين حوّله من زعيم واحدة من أكبر القبائل العربية في السودان إلى (مطلوب دوليًا) تتحدث عنه وسائل الإعلام العالمية.
يقع الكتاب في (177) صفحة من القطع العادي.