تأليف: توفيق الحكيم
القاهرة: دار الشروق 2007
عُرِف توفيق الحكيم بأنه أبو المسرح المصري الحديث، وقد أبدع الحكيم كثيرًا من الأعمال المسرحية الخالدة التي لم يكتب لها أن تمثل علي خشبة المسرح، والتي اصطلح علي تسميتها بالمسرح الذهني.
وهذا الكتاب يضم إحدى مجموعات توفيق الحكيم القصصية التي تعيد دار الشروق نشرها مع مجموعاته القصصية والمسرحية كاملة، وقد أسماها المؤلف بالفلسفية لأنها تبحث في الأسئلة الكبري، مرة من خلال السرد، وأخري من خلال الحوار فهو مرة يستعيد حكاية فاوست مع الشيطان، والمساومة التي جرت بينهما، أن يعطيه الشيطان الشباب ويأخذ نفسه، وتخيل نفسه يعيش اللحظة ذاتها ويساوم الشيطان، وكان موضوع المساومة هذه المرة هو المعرفة، فقد راح يلتهم الكتاب التهامًا وينهل من المعرفة في كل الفروع، لكنه حين نظر في المرآة هاله منظر التجاعيد في وجهه، ودلالات الشيب التي رسمت خيوطًا واضحة حول عينيه وفوق جبهته وفي شعر رأسه، فما تمالك نفسه إلا أن صاح: الشباب الشباب، لقد أخذ الشباب !.
ومرة، في قصة (عدو إبليس)، يتخيل حوارًا يدور بين عزرائيل وإبليس في أعقاب وفاة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وما بين سعادة إبليس بانقطاع الصلة بين السماء والأرض بوفاة خاتم الأنبياء، وحزن عزرائيل علي رحيل النبي الكريم، يدور الحوار بين الاثنين عما سيكون عليه حال المسلمين بعد وفاة نبيهم، ويستحضر الحوار ما قاله عمر بن الخطاب وبعض المسلمين الذين لم يصدقوا وفاة الرسول الكريم، ثم ما قاله أبو بكر الصديق والعباس عم الرسول، وما كان لكلامهما من أثر في وأد الفتنة في مهدها، لينتهي الحوار بين عزرائيل وإبليس بقول عزرائيل: ماذا تقول الآن؟ أغرب عن هذا المكان، لقد ظهر الإسلام وتألق روح هذا الدين.
يقع الكتاب في (114) صفحة من القطع المتوسط.