إليك عاد الماضي المخذول
آناء الوقت المعتق بالبكاء
الذي استوى على نزق الجنون
ثم غاب في دوامة المحال
واستقر في الليل المعتم
ما الذي يهدي الجسد المجبول على التيه؟
كي ترعاه السماء القريبة
سوى ريحانة الفؤاد الرطيب
سوى براءة الحلم الرحيب
أذهلتك رموز المستحيل الجامح
وتناثر في وجهك التراب الطافح
تدرك بحس الدهشة الأولى
أن حدود الحزن البدائي
هو آخر قطرة من الغياب النائي
وأن منفى السر الغريق
هو اللقاء المفاجئ في هذا الشهيق
فأراك تضع احتمالات الصحو المسافر
لكل الرغبات العصية
التي تدنو برقصة الرحيل
لكل الذين يعلقون الحقيقة البكر
التي تتدلى أمام أقنعة المتاهة
أنت المنقوش بالتجاعيد
تنأى بمقعدك خلف التوابيت الراقدة
تتناسى رحلة الجنون اللاهثة
للرحلة مخيلة لا تنتهي عند هذا الحد
للرحلة استدعاء الأزمنة من اللحد
للرحلة اختتام المحال في المهد
للرحلة متسعا للفرح المقبل مع الشهد
وقد قلت.. لا تتركوا شهوة الاجتياح
تغتال الفجر الوشيك