جاء الصيف وبدأ التفكير في الراحة (والتطواف). . لقد ذهب ذلك الزمن الذي كنا في بداية حياتنا الوظيفية ننتظر الإجازة على أحر من الجمر، فما نكاد نغادر باب الدائرة حتى نبدأ بترتيب الأمور لرحلة داخلية أو خارجية تجلب لنا المتعة وتعوضنا عن أيام العمل والملل والروتين.
- ثم جاءت المرحلة الثانية التي أصبحنا فيها نستغل الإجازة بطريقة أكثر فائدة وجدوى من الرحلات والركض والانطلاق.
- أصبحنا نحاول القراءة وتثقيف أنفسنا وممارسة بعض الهوايات الحضارية التي أفرزها عصر الترانزستور والكمبيوتر والفيديو وجنون السباق مع الزمن.
- وبعد ذلك جاءت المرحلة الثالثة وهي المرحلة المتخمة بالمسؤولية وتحقيق الذات، فإذا بنا نتعب أمام تزايد الواجبات تجاه الأسرة والأولاد والمجتمع والمعارف علاوة على واجبات العمل الوظيفي ويشتد العبء حين يكون لدى أي منا نوع من الاهتمامات أو التطلعات الابداعية في أي مجال من المجالات الفكرية أو الأدبية أو الثقافية التي تحتاج إلى الوقت وإلى الجو المريح والهدوء.
- عند هذه النقطة بالذات تصبح الإجازة بالنسبة لنا مطلباً ضرورياً ليس للراحة والمرح أو الانطلاق وإنما لعمل كثيف ومضاعف ومرهق يجبرنا على الاعتكاف في المنزل لترتيب الأوراق والأعمال المتراكمة طوال سنوات عديدة مرت سريعة من العمر دون أن نفكر بمراجعتها أو نفض الغبار عنها.
- في آخر إجازة حاولت ترتيب أوراقي ففشلت، ووجدت أن وقت الإجازة وقت ضئيل وغير كاف للسيطرة على حجم هائل من الأعمال المركونة جانباً في زوايا الإهمال والنسيان.
- إن الطريقة المثلى لتفادي هذا المأزق هي ترتيب الأعمال والأوراق والطموحات أولاً بأول، قبل أن تتراكم وتتضخم ويصبح من العسير عمل أي شيء سوى الأسف والندم على ساعات طويلة ضاعت سدى. وكان من الممكن ألا تضيع لو عرفنا قيمة الزمن وضيق مساحة العمر! وفي هذا الموسم سوف أحاول أن أرتب هذا الأمر!! وكل موسم والجميع بخير.
- وفي النهاية أقول، وكما قال ذلك الحكيم العربي:
(لو استقبلت من أمري ما استدبرت لتغير وجه حياتي).. ولكم تحية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244