مشروعنا الأدبي ولا سيما الإبداعي منه (قصة) ورواية بات في مهب رياح الغياب، والتشظي إذ لم يكن هناك حاضن حقيقي يعيد لهذه الألوان شيئاً من بريقها وقوتها أو حتى دورها الواقعي لأن هذا المشروع تنازعته فكرتا (الغياب الجمعي) و(تشظي التجربة).. ففي الأولى ظل المشهد العام مكفهراً، وفي الثانية لم يعد التجريب ممكناً..
فالخلوص من أمر كهذا يكمن في أهمية قيام لجنة أو مؤسسة ترعى صيانة المنجز الأدبي، ولنقل على سبيل المثال تجربة الراحل عبدالعزيز مشري، رحمه الله، فحينما تتصدى لجنة ما أو مؤسسة لجمع أعماله وعطائه حتماً سنكون في موازاة وعي يحارب ظاهرة خطيرة تتمثل في الغياب.
فغير أعمال (المشري) هنا أشياء كثيرة تستحق الاهتمام والصيانة لتكون خطوة مهمة نحو بناء مشروعنا الثقافي والأدبي الفاعل..
فما يحدث هو من قبيل الثورة العاطفية على نحو (أصدقاء مشري)، رحمه الله، حيث بدأت عاصفة وانفعالية إلى درجة أن بعض مَنْ يدعي صداقته قال لمن حاول الإسهام: (يا أخي أنت لست صديقاً لمشري!! إنك لم تسهر معه ليلة واحدة..) وهذا يقودنا إلى أمر غاية في الأهمية يتمثل في ضرورة أن يُصاغ مشروع صيانة الأدب بعيداً عن العواطف والعصف الشللي الذي لا يلبث كثيراً.