فازالزميل محمد عطيف محرر الثقافية بجائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق في فرع المواهب الأدبية فرع الرواية.. والعمل الفائز للزميل هو باكورة إنتاجه في هذا المجال، حيث سبقته مجموعة قصصية بعنوان (ما لم أكن أعرفه).
تعتبر رواية الشمس التي رحلت للروائي والقاص محمد بن يحيى عطيف باكورة أعماله الروائية وهي الراوية الحائزة على جائزة أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز للتفوق فرع المواهب الأدبية- الرواية 1428هـ. وهي تندرج ضمن آليات السرد التقليدية بتقنيات متجددة وفي قوالب متعددة اعتمد فيها الكاتب الأسلوب السهل والمباشر إلى حد ما وراسماً دلالة واضحة على نوعية القراء المستهدفين بهذا العمل.
الرواية تتكون من خمسة عشر فصلا في 332 صفحة من القطع المتوسط. وطبعت في مطابع المدينة للصحافة. وقد قدم لها الكاتب بافتتاحية جميلة ابتدرها بقوله (الكتابة عندي... هي متعة.. والكتابة في داخلي إحساس بديع وفن رفيع لا أدعيه.. والكتابة عندي هي البساطة.. هي السهولة.. هي اللفظ الجميل.. والشعور الخالص والعاطفة الصادقة... من احترامي لقارئي ينبع اعتزازي بما أكتب.. ومن تقديري لنظرته تأتلق خواطري.. وعندما أكتب فأنا لا أكتب لهم فقط ولكن لكل البسطاء.. مثلي تماماً) موضحاً فيها انحيازه للكتابة المتعة الممزوجة به وبالناس وبالبساطة.
والكاتب سبق أن أصدر قبل ثلاث سنوات تقريباً مجموعته القصصية الأولى بعنوان (ما لم أكن أعرفه) قصص قصيرة طرقت العديد من الظواهر الاجتماعية المهمة في محور بيئة المؤلف في قوالب إنسانية مؤثرة.
انتهج الكاتب في روايته هذه النماذج السردية الشائعة لدى العديد من الروائيين السعوديين مع النظر بعين الاعتبار لحداثة التجرية وقوة الفعل السردي في العمل الذي يجسد القهر الاجتماعي في صورة قاسية تنتزع العديد من السلبيات في مجتمع محافظ وتلقي بها تباعاً في وجه القارئ في صورة متعددة على طريقة (الأكشن) في الأفلام السينمائية حيث يتنقل الكاتب بين الأحداث المتصلة في وحدة عضوية قوية وعبر عدد من الشخصيات أكثرها ثانوي قائداً الحدث الرئيسي من خلال شخصية البطلة (سمر) وحبيبها (إبراهيم) وسط منعطفات قوية حافظ فيها بتوازن جميل على عنصر التشويق طوال مسيرة الرواية .
نجح الكاتب هنا كثيراً في الاحتفاظ بكيان القارئ مستخدماً المحصلة الماضية للأحداث ومكثفاً روح الدراما العالية المكتوبة التي لم تنتهِ إلا مع آخر كلمة في الفصل الأخير (... وانطلقت مهرولة وشعرها الطويل يمتطي كل الأحلام الجميلة.).
إجمالاً فالعمل ينبذ القهر الاجتماعي في كل صوره ويقدم رسائل مؤثرة بطريقة كتبت للجمهور -غير النخبة- وهي الشريحة الأكبر ولربما كانت المستهدفة بالرسالة أكثر من غيرها.