لم تعد «لمحات من الذكريات» بل باتت سيرة ذاتية تفصيلية تهتم بالمكان والزمان من خلال الإنسان الذي ولد قبل النفط وعاش ليصبح أحد صانعي القرارات في دولة النفط.
الأجزاء الثلاثة الأولى شهدت تفاصيل الحكايات الصغيرة في مدينة صغيرة ولطفل صغير، واستأثرت بالجزأين الرابع والخامس مدينة المدائن والفتى النجدي القادم بتردد وحذر، وجاء السادس لينطلق الشاب إلى فضاء المعرفة، ولتكمل ذاكرة (القاهرة) ما أسعفت به ذاكرة عنيزة ومكة المكرمة.
في هذا الجزء بدأت الصور تحل محل الوثائق، والبعثات تقابل الكتاتيب، والآفاق تشرق بوعي قادم سيكون عما قريب، (أول دكتور سعودي)، وأحد أطول الوزراء مكثاً، وربما أكثرهم خبرة بأعمال وزارات عمل فيها أصيلاً وبالنيابة.
يريد أبو محمد أن يسمي هذا الجزء جزء المقالب وله الحق، فرغم شخصية معاليه الجادة إلا أنها لم تحل دون أن تلمس خلف الرزانة روحاً مرحة منطلقة، أرّخت للتعليم مثلما أشارت إلى ملامح سينمائية ورسائل إخوانية ولقطات فكاهية مسجلة وعلى الهواء مباشرة.
بين (شقة الحرية) لغازي القصيبي و(وسم الزمن) للخويطر مسافات فاصلة تتكامل فيها الرؤية والروية والتعددية ومفهوم السيرة والرواية.