** كنا قد أقفلنا (الثقافية وأستاذي أبو يزن وأنا) ملف نادي الباحة الأدبي قبل نحو عامين بمقالة (أدبي الباحة.. العتمة لم ترحل بعد).. بعد أن أخذت الأمور مناحي لم تكن ضمن قائمة الهدف النبيل منطقياً.. وانصرفنا عنه متمنين من الأعماق أن يكون القادم لأدبي الباحة وأبنائها.. أكثر إدراكاً لما يفترض أن يكون..!
** وسعينا حينها في طريقنا الذي أردنا أن يكون البداية الفعلية للمطالبة بالحقوق التي أولها إجراء التغيير.. وما لبثنا هنا في (الثقافية) حتى (آزرتنا) زميلاتنا (الصحف) الأخرى.. تلك التي وعت كيفية الأداء الخلاق والمثمر، فمضت فيما أسسناه.. حينما آثرنا المراقبة والمتابعة.. وإضاءة الزوايا المعتمة هنا وهناك..!!
** من هنا انبلج عهد ثقافي جديد فرض التعيين وطرح الانتخاب (الجزئي)، وهذا ما لم نكن نطالب به.. لكننا نتفهم ظروفه وحيثياته.
** اليوم.. وبعد أن أصبح الحديث بلغة (العهود)، فللعهد السابق منا في أدبي الباحة تحديداً وجل أدبيات المملكة أيضاً.. أن نقدم لهم من الأعماق أصدق الشكر والتقدير.. فالتأسيس لم يكن وليد الصدفة، بل وصل إلينا بالتكون والبناء الذي لا ننكره أو نصادره.. متمنين أن يتيقنوا من نبل الغاية وسمو الهدف.. بعيداً عن شخصنة الأمور وأدلجة القضايا.. والله على ما نقول شهيد!
** في هذه الوقفة تعود (الثقافية) لتصافح أدبيّها الأثير (نادي الباحة الأدبي)، وهي التي لم تقصه في يوم من الأيام بقدر ما كانت تحن إليه.. وتفتح قلبها قبل صفحاتها لكل ما يصل منه..!!
** أقول تعود (الثقافية) لتبشر بل و(تراهن) على أن القادم لأدبي الباحة سيكون استثناء مدهشاً.. ما لم تخذله العوامل الخفية.. تلك التي لا تظهر إلا في الأوقات القاتلة عندما يحل موسم الحصاد..!!
** الصديق (العلامة) حسن محمد الزهراني.. شاعر السحاب.. نائب رئيس نادي الباحة الأدبي خص (الثقافية) بأهم المحاور التي سيتبناها ويقدمها النادي خلال المدة المحددة له.. أي بصورة شاملة، وليست خطة العام الحالي، حيث عقد مجلس إدارة النادي الاجتماع الأول في 16-1-1428هـ وحضره رؤساء اللجان الفرعية التي أقرها مجلس الإدارة، وأعلنت أسماء المرشحين لعضوية اللجان.
وقد أشار الزهراني إلى أن النادي سينظم لقاء موسعاً يدعى إليه جل المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والإبداعي في مطلع شهر صفر تحت عنوان: (ماذا يريد المثقفون من نادي الباحة الأدبي.. وماذا يريد النادي من المثقفين؟).
بعد هذا الطرح سيكون هناك تكريم نبيل لرئيس مجلس الإدارة السابق وأعضائه.. والشكر موصول إليهم جميعاً من الثقافية وعبرها للشيخ المليص وزملائه الأفاضل.. كما أشار الزهراني إلى تدشين سمو أمير المنطقة ونائبه موقع أدبي الباحة على شبكة (الإنترنت)، من خلال حفل التكريم الذي سيقام..
وأكد الزهراني أن النادي يتجه إلى كسر مقولة (ثقافة الطرف)، حيث شرع النادي في إنشاء قاعة نسائية متكاملة بجوار النادي تتسع لقرابة 200 مقعد مع كل مرافقها، وترتبط مع قاعة الرجال بدائرة تلفزيونية.. كما تم اختيار لجنة ثقافية نسائية تتولى مهام النشاط الثقافي النسائي. وأضاف الشاعر الزهراني.. قائلاً: نسعى إلى تجسير الهوة ما بين النادي كمؤسسة ثقافية نخبوية وما بين المجتمع بكل أطيافه وشرائحه ومستوياته.. حيث أقر مجلس الإدارة عقد لقاء شهري مع أحد المسؤولين بالمنطقة لتتم مناقشته ومحاورته من قبل أبناء المنطقة وجهاً لوجه، وسيكون هذا اللقاء الشهري تحت عنوان: (مصارحة)..
أما اللقاءات الثقافية فمنها إقرار جلسة ثقافية شهرية تحت مسمى (خيمة الفراهيدي) يتدارس من خلالها أبناء المنطقة نتاجهم الأدبي والثقافي والفكري.. إذ صرح الأستاذ الزهراني أن جلسة الشهر المقبل ستكون شعرية يقدمها عشرة من شعراء المنطقة.
وحول الطباعة وجانب التأليف.. أشار الزهراني إلى أن لجنة المطبوعات ستتولى هذا الجانب، مؤكداً على أن مجلس الإدارة يهتم بشكل مباشر ومكثف بهذا الجانب.. فالنتاج الأدبي يقاس على المستويات العليا بالكم والنوع التأليفي الموثق. أما المواهب الواعدة فقد أقر مجلس الإدارة جدولة عمل لجنة تنمية المواهب، والمتضمن عقد أمسية شعرية للمواهب يتم اختيارهم من أبناء المنطقة ويدعى لحضورها طلاب المعاهد والكليات والجامعات بالمنطقة.. حيث سيصاحب تلك الإبداعات قراءة نقدية لأحد المتخصصين.
وأما إصدارات النادي، فإلى جانب تطوير مطبوعة النادي (المنتدى) وخروجها بثوب جديد، فإن النادي سيصدر إصدارين سنوياً؛ أحدهما (شعري) والآخر (سردي)، وسيشمل أبناء المنطقة والمملكة إلى جانب أسماء عربية أيضاً..
الأهم في هذا والأجدر بالذكر هو (المهرجان الأدبي) الذي أقره مجلس الإدارة، وسيقام - إن شاء الله - في صيف هذا العام.. حيث سيكون مهرجان أدبي موسع يشارك فيه نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين، كما سيشارك فيه أيضاً عدد من أبرز الأسماء الثقافية والمعرفية العربية بمعدل أديبين من الجنسين من كل دولة.. ويناقش من خلال ندوات المهرجان أحد الموضوعات الثقافية والفكرية العريضة.. كما سيقام على هامش تلك الندوات عدد من الأماسي الشعرية والقصصية والفنية.. وسيدعى لحضوره كثير من المهتمين بهذا الشأن..
** هنا أود أن أشير إلى أن (الثقافية) هاتفت عضو النادي الدكتور عبدالله مخايش، وأكد أن النادي سيقدم عطاء مميزاً في عهده الجديد..
** ختاماً (الثقافية) تؤكد اعتزازها بمجلس إدارة نادي الباحة الأدبي السابق والحالي.. وتتمنى لهم التوفيق فيما يسعون إليه.. كما نود أن نوضح أهمية تقبل الآخر أياً كان نقده أو رؤيته.. إيماناً بأن الأفكار التي لا تنمو في الهواء الطلق تستحيل مع مرور الزمن إلى نتوءات ملغومة تسيء لذاتها قبل أن يطال ضررها الكائنات الحية الأخرى.. علماً أن ما ينشر على صفحات الثقافية (وهي منبر الجميع دون أي استثناء أبداً).. من مقالات أو رؤى.. لا تمثل إلا وجهة نظر كاتبها.. وليس بالضرورة أن تكون هي رؤية (الثقافية).
** دام الجميع بخير.. وإلى توقيع الختام للزميل الأستاذ (أبي يزن).. الاختلاف.. ثراء!!