الفنان التشكيلي محمد الصندل هو واحد من الفنانين التشكيليين الذين تولوا مهمة العمل في المجال التشكيلي منذ أواسط السبعينات الميلادية في الأحساء ومنذ قيام فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فيها، علما أن ذاك الفرع أحد الفروع الأولى التي أنشئت في المملكة إذا لم تكن الجمعية وتحت اسم آخر قد أنشئت بجهود بعض لهواة في عدة مجالات فنية في تلك المدينة.
كان الصندل أحد أولئك الشباب الذي عمل مبكرا في هذا الجانب مع مسرحيين وموسيقيين وشعبيين فضحى بالكثير من الجهد والوقت من أجل العمل وخدمة الساحة التشكيلية في الأحساء على وجه الخصوص، وبعد أعوام من قيام الجمعية كانت مشاركته في معرض ثلاثي ثم واصل وجودا في المعارض المحلية التي تقام في المنطقة الشرقية على الخصوص. قبل أعوام تقاعد من عمله كمعلم وهو الدارس في مركز الدراسات التكميلية بالرياض بعد حصوله على شهادة معهد إعداد المعلمين وبعد هذا التقاعد ترك عمله كرئيس لقسم الفنون التشكيلية بفرع الجمعية بالأحساء لأحد زملائه أو تلامذته، وفي لفتة طيبة عين مستشارا في الفرع ومازال حريصا على الوجود والمشاركة والعمل مع الأجيال الجديدة بالمشورة والرأي.
عرفنا إنتاج هذا الفنان من خلال المعارض القليلة التي شارك فيها منذ بداية إقامتها في المنطقة الشرقية وبشكل منتظم عن طريق مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الدمام ثم في الأحساء، بالإضافة إلى معارض جمعية الثقافة والفنون التي كانت تقام في الأحساء على الخصوص والدمام ومثلت بعض لوحاته المملكة - أواخر السبعينات - في بعض المناسبات العربية. إنتاجه القليل ربما كان لاتجاهه في البداية نحو الموروث المحلي وتسجيله فهو من الرسامين الذين ينشؤون عملهم باسترجاع المشهد من ذاكرته وبالتالي يرسم انطباعه ومعارفه وفقما يحقق تسجيل الصورة المسترجعة، وكثر من أعماله ما يتعلق بالمظاهر الاجتماعية في المحيط الاحسائي القديم، كما اهتم برسم بعض المهن والحرف الشعبية، وعبرت مثل تلك الأعمال عن حالة من التعبيرية التلقائية التي أكسبت اللوحة دفئها وحرارتها. لكنه بالمقابل رسم موضوعات أرادها ذات دلالة رمزية كانت العناصر فيها لا تخرج عن إطار المكان الذي عاش فيه واستسقى منه عناصر اللوحة.
محمد الصندل بعد هذا العمر في خدمة الساحة التشكيلية في الأحساء وبعد جهوده وحضوره ومشاركاته وتنظيمه أنشطة متنوعة لأكثر من ثلاثين عاما على مستوى الأحساء فإن المطلوب حالياً تكريمه التكريم اللائق بمكانته وعمره وما قدمه للساحة في مدينته، واحسب أن المطلوب لهذا التكريم ليس كما كانت (تسلقه) من أعوام جمعية الثقافة والفنون عندما تكرم شخصا على نحو عابر وهامشي في مناسبة ما.!! التكريم هنا ولهذا الفنان المربي ولغيره أيضاً يتكون من مشاركة أهلية تنسق لها الجمعية ومعها يتم طباعة كتاب لائق لأعماله الفنية جميعها وقدر الإمكان وكذلك نسخ أعماله غير المتوافرة وطباعتها بشكل جيد على القماش وفق تقنية حديثة يتم العمل بها حالياً، وبالتالي يتم عرض اكبر قدر من رسوماته الفنية(معرض شخصي استرجاعي) خاصة تلك التي حملت ووثقت بعض المظاهر الاجتماعية في الأحساء وغيرها، ويمكن ان يرعى هذا التكريم شخصية كبيرة وتقدم للفنان الهدايا التذكارية من الجهات الحكومية التي عمل وتعاون معها ومن رجال الأعمال وبالتنسيق مع الغرفة التجارية بالأحساء كما وتقام في هذا التكريم بجانب المعرض لقاءات وحوارات ونشاط منبري عن تجربة الفنان ودوره، ولا اعتقد ان هذا الأمر سيكون مكلفا أو صعبا إذا توافرت العزيمة والرغبة في تقدير جهد فنان كالصندل، فهو يستحق التقدير والتكريم اللائق واعتقد انه علينا ان نعمل سوية لذلك وبدعم ومؤازرة من وكالة الثقافة في وزارة الثقافة والإعلام التي اعتقد أنها لن تبخل على أمثال الفنان محمد الصندل بالتقدير وتثمين الدور الذي اضطلع به في خدمة الفن التشكيلي لأكثر من ثلاثين عاما على أن عمره الفني يتجاوز الأربعين عاما.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244