عندما يكرم الوطن أحد رواده فهذا دليل على وعي هذا الوطن وتقديره لمن برز من أبنائه، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل. ومما لا شك فيه أن أستاذنا الجليل الدكتور حسن بن فهد الهويمل هو بلا شك أحد الرواد الذين تعتز الثقافة بهم، فهو (حفظه الله) واجهة مشرقة للثقافة السعودية والعربية والإسلامية عامة. ولا أدل على هذا من أعماله الجليلة في خدمة هذا الوطن الكريم من خلال أعماله الثقافية والفكرية والأكاديمية وإسهاماته المتعددة في جوانب كبيرة ومهمة في خدمة الوطن وأبنائه.
الدكتور حسن بن فهد الهويمل مفكر وكاتب وناقد لا يشق له غبار، ومع ما وهبه الله تعالى من الثقافة المتناهية فهو يأسرك فعلاً بطيب أخلاقه وكريم سجاياه وجم تواضعه وطيب سيرته.
وللدكتور حسن حضوره المشهود في أغلب مناسباتنا الوطنية والثقافية، وله كلمته المسموعة وفكرته الراجحة في مجالسه الخاصة والعامة، وتلقاه (حفظه الله) طيباً حسن المعشر لطيف العبارة يختار الكلمة الطيبة، ويدفع بالكلمة الحسنة حتى مع من يعامله بغلظة وشدة، فهو الحكيم الذي لا يرد السيئة بالسيئة ولكن دوماً يدفع الحسنة حتى مع أناس لم يراعوا وقار وقيمة وعقل شيخنا الكبير الدكتور حسن.
عمل الدكتور حسن رئيساً لنادي القصيم الأدبي ببريدة قرابة ثلاثة عقود وقدم للنادي جل وقته وفكره وجهده وماله في سبيل تطوير تلكم المنشأة الثقافية منذ أن كانت وليداً صغيراً يعتمد على الآخرين حتى أصبحت بتوفيق الله ثم بجهود هذا الرجل المخلص منارة عملاقة للأدب والثقافة والإبداع.
أستاذنا الدكتور حسن الهويمل يمثل بحق مدرسة نادرة في النقد والأدب والمنهج الثقافي السعودي بل والعربي والإسلامي، ولقد ترك (حفظه الله) بصمة واضحة وأثرى بحق وصدق وفاعلية في المشهد الثقافي المعاصر.
وللدكتور حسن الهويمل نشاطه الأكاديمي المعروف والمقدر في الجامعة بين أروقتها وطلابها، ولديه (حفظه الله) الكثير من العلم والثقافة ليقدمه لأبنائه طلبة الجامعة، فهو يرعاهم وينشر درره الثقافية بأطروحاته الجريئة والواثقة والتي جعلت منه فعلاً مدرسة فكرية متميزة.
وأما نشاطه غير الأكاديمي فهو رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، وهو كاتب صحفي له كتاباته المتميزة والجريئة في عدد من الصحف المحلية خصوصاً جريدة الجزيرة، وعضو محكم بجائزة الملك فيصل العالمية على مدى خمسة عشر عاماً، وعضو مجموعة المشورة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وعضو متعاون مع إليونسكو وعضو الجمعية التاريخية السعودية وغيرها.
ولأستاذنا الجليل الدكتور حسن الهويمل حضوره الإبداعي المعروف في محاضراته وندواته وحواراته في مختلف أصقاع المعمورة. وله كتابات موثقة لعل من أكثرها انتشاراً: اتجاهات الشعر المعاصر في نجد، بريدة حاضرة القصيم، النزعة الإسلامية في الشعر السعودي المعاصر، والحداثة بين التعمير والتدمير، المثاقفة والأسلمة، سعوديات ابن عثيمين دراسة ونصوص، العولمة والثقافة والتعليم تصالح أم تصادم، وأبجديات سياسية على سور الوطن. هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الكتابات الأخرى في كتب وأبحاث ونشرات.
ولأستاذنا الدكتور حسن دوره الإيجابي المؤثر في الحفاظ على التراث الأدبي الإسلامي بخط واضح مستقيم يدعو للفضيلة وينمي الروح الوطنية ويربط جيل الشباب بماضي الأمة المشرق. وله حضوره ومواقفه الصادقة الأبية ووضوح الرؤية والمنهج عندما تعرض الوطن لداء الإرهاب الخبيث، فلقد دافع عن الوطن دفاع الجندي الصادق الأمين، وهذا ليس بمستغرب على ابن من أبناء هذا الوطن الكريم تعلم وتخرج في مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم والتي تُعلم القيم العليا وتُربي على حب هذا الوطن الكريم والتضحية له والذود عن عرينه.
ويأتي تكريم المهرجان الوطني للتراث والثقافة لأستاذنا الدكتور حسن الهويمل كحلقة من حلقات النضج الثقافي الذي لازم عمله وكتاباته، فهو بحق الأحق بهذا لأنه وسام جميل على صدر الوطن ونموذج رائع من رجالات الفكر العاقل الناضج المبدع.
ولقد أحسن الإخوة القائمون على المهرجان الوطني للتراث والثقافة الاختيار عندما أعطوه لفارس من فرسان الكلمة المضيئة في هذا الوطن عندما اختير قامة من قامات الإبداع الفكري والثقافي. وكم أسعدني شخصياً اختيار أستاذي لهذا الشرف الكبير من احتفال بالشيخ الجليل وإقامة ندوة ثقافية عن فكره وثقافته وعن نتاجه الفكري وعن أثر علمه وابداعاته في الثقافة العامة في وطننا المملكة العربية السعودية.
الحمد لله أولاً وآخراً.
* وكيل كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية - جامعة القصيم - مستشار إمارة منطقة القصيم