رجل كريم في خلقه.. رقيق في طبعه.. متواضع في علمه.. حليم في جداله وحواره. كانت بيني وبينه عشرات اللقاءات وجمعتني به العديد العديد من اللقاءات والمؤتمرات وبعد كل لقاء وعقب كل اجتماع كنت ازداد إعجاباً به ويزداد إكباري وتقديري لما وهبه الله من علم وحسن خلق.
ذلك هو الأستاذ الدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس رابطة الأدب الإسلامي رئيس نادي القصيم الأدبي السابق والناقد والباحث النزيه دائماً وأبداً.
رغم أن الدكتور الهويمل من الذين لا أقول تعالياً إنه وقف متزمتاً في وجه تيارات الحداثة، لأنه ومن خلال دراساته للحركة الأديبة وقراءاته النقدية للكثير من الأعمال الإبداعية وخاصة الشعرية منها كان يؤيد التجديد وله موقف عادل ومنطقي بشأن قضايا المعاصرة والتحديث، ونحن نعرف كيف كان صريحاً وعلمياً في جداله ونقاشه مع النقاد الذين دار نقاش بينه وبينهم حول قضايا الحداثة وأظهر سلبياتها.
حين حاضر في نادي جدة الأدبي عن شعر الرائد الكبير محمد حسن فقي يوم تكريمه أذهل الحاضرين وأجمع الحضور على عظمة فكره وصدق أمثلته حتى منتقديه وإن كانوا على خلاف معه أو يختلفون مع آرائه كانوا قد أقروا بأن ما ألقاه في تلك المحاضرة كان الأفضل والأشمل حول شعر الأستاذ الفقي. وأذكر أن الشاعر الراحل - رحمه الله - ذكر في كلمته أنه أيقن تلك الليلة أنه اكتشف شعره بشكل كان يجهله هو.
وفي ليلة لا تُنسى دُعيت من قبل الصديق الكبير الدكتور الهويمل وكان ذلك في شهر ذي القعدة من عام 1416هـ مع زميل الدرب الفاضل المتميز جار الله الحميد للمشاركة في أمسية قصصية أقامها نادي القصيم الأدبي كأول أمسية قصصية يقيمها منذ تأسيسه وقد شارك معنا الصديق الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية حالياً، وكان مسؤولاً عن جماعة حوار النادي الأدبي بجدة، وقد تولى القراءة النقدية للقصص التي ألقاها القاص الحميد وشاركته في إلقاء عدد من قصصي. وقد علق الدكتور الهويمل في نهاية الأمسية وأعلن أنه كان مقصرا ًبشأن اهتمامه بأدب القصة وسيهتم بقراءة نصوصها نقدياً, كما اعترف بتقصير ناديه وخطأه الكبير حيث أحجم طيلة ست عشرة سنة مضت (منذ تاريخ الأمسية) عن تنظيم مثل تلك الأمسية القصصية. كان احتفاء النادي وجمهوره بأدب القصية ومبدعيها لا يقل حفاوةً واهتماماً عن كرم وضيافة أهل القصيم ورجالها الأعلام أمثال الدكتور حسن الهويمل، إن هذا الوطن غني بثرواته وغني بإنجازاته.. وغني برجاله وأعلامه الكبار والدكتور الهويمل أحد هؤلاء الأعلام الذين نفخر بهم.