ما الذي سيبقى لحسن بن فهد الهويمل - الأستاذ الجامعي والناقد والباحث وصاحب القلم الإسلامي المميز - بعد كل المسؤوليات التي أدى أمانتها في جامعته التي ينتمي إليها وفي نادي القصيم الأدبي؟
نعم.. سيبقى له رصيده الضخم في خدمة الأدب الإسلامي الذي كتب كل ما كتب على ضوء فكرته، وتعرض في سبيل الدفاع عن هذه (الفكرة) التي آمن برسالتها... الكثيرون من أبناء هذه الأمة المسلمة الذين تعاملوا مع فكرة الأدب الإسلامي وكأنها فكرة مستوردة من خارج مجتمعنا، فناصبوها العداء، وأخرجوا من يلتزم بها أو يقف في صفها من ملة الأدب وزمرة الأدباء.
ولم تتعرض فكرة في الأدب في العصر الحديث لحرب تشويه شعواء أكثر مما تعرضت له فكرة الأدب الإسلامي من بعض أبنائها العرب المسلمين إذ لم يعترفوا لها حتى بحق البقاء بصفتها اتجاها في الأدب، في حين أتيح للاتجاهات التغريبية والأفكار المستوردة والرايات الملونة على الصفحات الثقافية لبعض الصحف أخبار واهتمام وتلميع ما لم يتح لاتجاه الأدب الإسلامي ورموزه ومحبيه.
في خضم هذا (المشهد العجيب) خاض د. حسن بن فهد الهويمل صراعاً عقلانياً يضع فيه النقاط على الحروف، يقول كلمته بهدوء وحسبه أن يقول ما يؤمن به، ثم يترك أقواماً يصطرعون على ما كان يؤمن به إن حقاً أو باطلاً.
وحسب الهويمل أن ظل صامداً في الدفاع عن فكرة الأدب الإسلامي غير مبال بما يمكن أن يجنيه عليه هذا (الالتزام) بتجاهل له، أو سحب للأضواء منه، أو تجاوز أو تجريح. وإذا كان قد نجا من معظم ذلك، فإن نجاته كانت بسبب ما كان يعمل من حساب لمكانته الوظيفية في نادي القصيم الأدبي وما يرتبط بها من مصالح وقد تركها وبقي كالسيف فرداً.
وسيذهب كل شيء..
ولكن سيبقى له إيمانه بفكرته، والتزامه بها في جُلّ ما كتب إن لم يكن في كل ما كتب.
سيبقى له صموده في وجه التيار المعاكس، وصبره على الأذى، والاستعداد لدفع الثمن بالتضحية من أجل فكرته مهما بلغت حسابات إضرارها به.
وقد فعل..
وهذا سبيل المؤمنين الذين يعيشون من أجل هدف سام في الحياة ينتصرون له أو يموتون دونه.. وقد عاش الهويمل منتصراً لفكرة الأدب الإسلامي، وسيكمل طريق حياته - بتوفيق الله- في خدمتها، لتكون من بعده أعظم ما يذكر به.
وليس في الحياة أشرف ولا أجمل من أن يعيش الإنسان ويموت في سبيل ما كان يؤمن بأنه حق في هذا العصر الذي يلهث فيه الناس على المنافع العاجلة، فيظهرون ما لا يبطنون، ويقولون ما لا يفعلون، ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير..
وقد تعرف الهويمل مبكراً على الذي هو (خير)، وذلك من فضل الله عليه، والله ذو الفضل العظيم.