الدكتور حسن بن فهد الهويمل يحمل مشروعا نقديا باهرا تشكل في كتابه اتجاهات الشعر المعاصر في نجد ووضحت معالمه في كتابه النزعة الإسلامية في الشعر السعودي المعاصر ثم تفرغ للمواجهة وتحمل أعباء المقاومة من خلال خط تقليدي تجاوز فيه الساحة الأدبية إبداعا وحراكا لمراقبة المتحركين حول هذه الساحة وانشغالهم بهمهم الثقافي على حساب القائم.
ففي مقالاته ومحاضراته المتلاحقة يعبر عن معارف مختلفة وأحيانا متصارعة للأشياء بحثا عن الإيضاح بوعي من لا يجد في المجتمع الذي حوله صورة المستقبل وكأني به يحمل رسالة لم يحل زمانها.
بينما نجده في كتابه اتجاهات الشعر المعاصر ينطلق من الداخل (مع التركيز على الشاعر الذي يتسم شعره بالاتجاه المدروس) ويقول في كتابه النزعة الإسلامية (أدركت أن الشعراء السعوديين طرقوا كل أنواع الأساليب فبرعوا كغيرهم. وحرصهم على التزام أسباب الأصالة في الأشكال والمضامين استمر عبر الزمن) هذا هو الهويمل الناقد المقتدر على دراسة النص الأدبي وتقديمه بوعي الناقد المجدد الذي يحاكم النص من خلال اللغة والمضمون متماهيا مع أقرانه في الوطن العربي لرسم الخطوط المؤثرة وتشكيل الصور المتنورة في سياقنا المعرفي العام الذي وقف عصيا أمام ادعاء التقليد والتبعية بما نحمله من إيدولوجيا بدوية مرتبطة بالصحراء والحرية في فضاء تتكون فيه غمامات بيضاء محملة بالمطر.