برزت في الآونة الأخيرة بعض التصرفات غير المسئولة من قبل بعض من يعدون شاذين عن القاعدة العامة في الساحة التشكيلية، فئة تكاد تشكل تشويها لوجه الفن التشكيلي وتسيء لسمعته المضيئة في ثقافة الوطن، مع أن تلك الفئة لا تمثل من بالساحة ولا يعيرهم الجميع أي اهتمام.
تخرج هذه الفئة في الزوايا المظلمة.. تنكشف سوءاتهم عند تعرضهم لأشعة الشمس.. يرون في مخالفة واقعهم نوعاً من النجاح، يتأثرون بأسوأ ما تقذف به تجارب الآخرين فيبتلعوها مخدوعين ويغصون بها عن اجترارها، يتلقفون كل ساقطة من سقطات الفنون ويعيدون تدويرها بعقول خاوية ليس فيها من الوعي ما يؤهلها لفهم حقيقة رسالة الفن التي يجب أن يحملوها لمجتمعاتهم لجهلهم بقيم ومبادئ هذا المجتمع.
ابتليت ساحتنا المحلية ببعض تلك الفيروسات المؤذية، وجدت بيئات مريضة أخلاقياً فجعلت منها أرضية لإنبات أفكارهم وخيالاتهم، تارة يبتدعون عناوين لمعارضهم تحمل إشارات لأفكار لوحاتهم ينتقون العنوان بدقة محكومة بأهمية التأثير على أذن المتلقي وتارة يتجاوزون حدود الأدب بعرض ما يلامس العنوان، بتلميحات ظاهرها جميل وباطنها مسموم، يصفق لهم من يدعي حرية التعبير وعند سقوطهم في الفخ الذي صنعوه بأيديهم لا يجدون معينا أو مدافعا.. لا يحضر معارضهم إلا من هم على شاكلتهم.. من شواذ الفكر والفكرة.
أقام بعضهم معارض قذفوا فيها ما احتوته عقولهم المتسخة بثقافة يتوقعون أن لها عند شعوبها تقديراً أو قيمة لم يجد القبول من الجمهور، هؤلاء التشكيليين (هنا) وبما تجاوزوا به الحدود الأدبية وجدوا أنفسهم وفي معارضهم بين متهكم يوزع ابتساماته الساخرة أو مطبل دفعهم للرقص حتى خارت إقدامهم وقاربوا على السقوط في حاويات عفن الفن بعيد عن الفن الصادق.
هناك من الصالات من يرى أن مثل هذا الفعل أو قبول تلك الأعمال تمشيا مع المقولة الشعبية (من أمرك..؟ قال من نهاك..؟) بما أخذته تلك الصالات من صلاحيات غير ممنوحة لإجازة تلك الأعمال محاولة في جذب الجمهور توقعا من إدارتها ان مثل هذا التعدي على القيم والعادات والتقاليد والذوق العام نوعا من الجذب وكسب الجمهور، وان زمن (الديناصورات التشكيلية) كما وصف أحدهم رواد هذا الفن ان مهمتهم السابقة قد انتهت والقائمة على احترام رؤية المجتمع طبقا لواقع الأطر التي يحترمها كل من يعيش في هذا الوطن من دين وعادات وتقاليد يعتز بها المخلصون، ليأتي دورهم المتحرر والملوث بأفكار مستوردة أخذت على عاتقها تغيير وجه الفن ومن يتعامل معه نحو عالم لا يمت لعالمنا أو مجتمعنا بالصلة أو العلاقة ابتداء من نوعية ما يعرض وصولاً إلى اللغات التي يتحدث بها أولئك المنضمين وينخدع بها الفنانون من تلك الفئة.