مترو الرياض الحدث الأبرز في مجال المواصلات رصد له ميزانية ستحقق الهدف من إنجازه وسيظهر بها منافسا لمن سبقه من شبكات المترو العالمية، مشروع ينتظره الكثير لأسباب تتجاوز الفائدة المعني بها وهي تسهيل سبل التنقل وسرعتها إلى مساحة من الجمال للعاصمة الرياض، حيث تم تصميمه على أعلى درجة من الإتقان الهندسي الذي يميل إلى انسيابية الخطوط في هندسة الشكل العام في مباني المحطات وإبراز التماثل في جوانب مساحات الصالات التي نراها في صور نماذج المحطات وكأنها مأخوذة من إيحاءات التضاريس الطبيعية في كثبان الرمال أو أشكال الخيمة.
هذا المشروع وما ينتظر منه بالتأكيد سيكون معلما حضاريا يضاف إلى ما أصبحت عليه الرياض من تطور شمل العمران وبناء الإنسان، وقد يطرح تساؤلا حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الفنان التشكيلي في الرياض خاصة أو على مستوى المملكة وما يمكن أن تقوم به الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي تمثل هذا الفن وفنانيه وعلى مستوى الوطن، والتي قام نخبة من أعضائها بزيارة لمقر الهيئة العليا لتطوير الرياض والتقت بالمهندس إبراهيم السلطان قام الحضور بالتعريف بالجمعية ورغبتها في المساهمة في تجميل الرياض فهل أصبحت الفرصة متاحة في تجميل محطات المترو.
إطلالة عالمية
الحديث عن تجميل مثل هذه المعالم بالأعمال الفنية التشكيلية تصطدم بفهم قاصر من بعض من يجهل أهميتها كرمز ثقافي وجزء من إضفاء الجمال للمكان وتوثيق لمرحلة من مراحل حضارة وثقافة المجتمعات، كان لهذا التوجه تقدير ودعوة تعد وقفة داعمة لأبناء الوطن من التشكيليين في العديد من المؤسسات منها وزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية وقيادة أركان ووزارة المالية ومطارات المملكة، وهذا التوجه يشكل قناعة ورقي ذائقة أصحاب القرار في تلك المؤسسات، قناعة عائدة من رؤية بعيدة المدى ومرجعية ثقافة عالية بمعرفة ما يحدث في العالم، ومن هنا يمكن الإشارة إلى ما تتمتع به بعض محطات المترو في العالم خصوصا أن حديثنا اليوم عن هذا الجانب وعن مشروع مهم تشكل فيه الأعمال الفنية حضورا لثقافة الوطن ودليلا على التقدير للإبداعات الإنسانية التي تحمل هوية وخصوصية التراث والثقافة المحلية بمكن لنا أن نعرج ونشير إلى مشاريع عالمية مماثلة منها على سبيل المثال وقد تكون الأشهر في جانب الاهتمام بالفنون. مترو العاصمة السويدية أستكهولم الذي أبدع في تجميله 150 فناناً أحالوا أكثر من تسعين محطة من محطات المترو إلى ما يشكل معارض فنية من خلال الأعمال المتعددة سبل التنفيذ من جداريات أو منحوتات وعلى مسافة مائة وخمسين كيلومتر.
أما شبكة أنفاق أمستردام فقد فازت بلقب أجمل شبكة مترو أنفاق في أوروبا والعالم حيث تحولت إلى ما يشبه المزار السياحي بتنوع كل محطة بالإبداعات المعروضة فيها حيث يجد المتنقل عبر المترو الكثير من ذلك التنوع.
جولة سريعة على محطات المترو
لا يمكن لأي سائح تطأ قدمه أي من الدول العالمية عامة أو الخليجية إلا ويجعل لركوب المترو جزءاً من وقته للتمتع بما يمر به من مشاهد أو ما يمكنه من الوصول إلى مواقع تاريخية أو ثقافية. ومن تلك المحطات محطة مترو أنفاق Bund Sightseeing في أعماق نهر “هوانجبو” في شنغهاي بالصين، وهو عبارة عن كبسولة تسير داخل أنفاق ضيقة ملونة بشكل سريالي، حتى يتصور الراكب وكأنه تحت تأثير مخدر، وذلك بسبب الألوان المتعاقبة على عينيه بسرعة فائقة وسط الأضواء ومؤثرات الليزر. ومحطة مترو أنفاق Komsomolskaya في العاصمة الروسية - موسكو هي إحدى علاماتها السياحية البارزة، نظراً لتصميمها على طراز الفنادق الأوروبية القديمة، بحيث لا تشعر بأنك تحت الأرض ولا في محطة مترو، بل يوحي التصميم بأنك في قصر عتيق، فالألوان الزاهية والمصابيح القديمة والأسقف المجوفة، بالإضافة إلى الرسومات الفنية التي تعبر عن التاريخ الروسي بشكل سريع، كل ذلك يجعل من المحطة وكأنها متحف أو معرض فني.
ومحطة أنفاق Nuevos Ministerios في العاصمة الإسبانية - مدريد، والتي تتميز بالجداريات الضخمة الشاهقة، التي توحي للركاب أن القطار يتحرك فوق الأرض، هذا بالإضافة إلى العواميد الشاهقة بنقوشات العيون العملاقة عليها، وهو يضفي على التصميم الداخلي للمحطة إحساسا فريداً بالغموض والإثارة.
محطة مترو أنفاق Line A في العاصمة التشيكية - براغ، والتي يعتمد التصميم فيها على الألوان حتى أنها تبدو وكأنها لوحة فنية من المكعبات المنحوتة والبارزة، وهي تقوم أساساً على خطوط متوازية تجمع بين اللونين الذهبي والفضي، ولكن يختلف لون كل محطة ما بين الأزرق والأحمر والأخضر.
محطة مترو أنفاق Komsomolskaya في العاصمة الروسية - موسكو هي إحدى علاماتها السياحية البارزة، نظراً لتصميمها على طراز الفنادق الأوروبية القديمة، بحيث لا تشعر بأنك تحت الأرض ولا في محطة مترو، بل يوحي التصميم بأنك في قصر عتيق، فالألوان الزاهية والمصابيح القديمة والأسقف المجوفة، بالإضافة إلى الرسومات الفنية التي تعبر عن التاريخ الروسي بشكل سريع، كل ذلك يجعل من المحطة وكأنها متحفا أو معرضا فنيا.
ومحطة أنفاق Nuevos Ministerios في العاصمة الإسبانية - مدريد، والتي تتميز بالجداريات الضخمة الشاهقة، التي توحي للركاب أن القطار يتحرك فوق الأرض، هذا بالإضافة إلى العواميد الشاهقة بنقوشات العيون العملاقة عليها، وهو يضفي على التصميم الداخلي للمحطة إحساسا فريداً بالغموض والإثارة.
محطة مترو أنفاق Line A في العاصمة التشيكية - براغ، والتي يعتمد التصميم فيها على الألوان حتى أنها تبدو وكأنها لوحة فنية من المكعبات المنحوتة والبارزة، وهي تقوم أساساً على خطوط متوازية تجمع بين اللونين الذهبي والفضي، ولكن يختلف لون كل محطة ما بين الأزرق والأحمر والأخضر.
محطة مترو أنفاق Komsomolskaya في العاصمة الروسية - موسكو هي إحدى علاماتها السياحية البارزة، نظراً لتصميمها على طراز الفنادق الأوروبية القديمة، بحيث لا تشعر بأنك تحت الأرض ولا في محطة مترو، بل يوحي التصميم بأنك في قصر عتيق، فالألوان الزاهية والمصابيح القديمة والأسقف المجوفة، بالإضافة إلى الرسومات الفنية التي تعبر عن التاريخ الروسي بشكل سريع، كل ذلك يجعل من المحطة وكأنها متحفا أو معرضا فنيا.
محطة مترو أنفاق Toronto Museum Station بالعاصمة الكندية - تورنتو، ليس مجرد محطة ترام، ولكنه متحف فني يضم تماثيل تجسد أعرق الحضارات العالمية، بما في ذلك الحضارة الصينية والمكسيكية والمصرية واليونانية وبالطبع التاريخ الكندي الحديث.
محطة مترو أنفاق مدينة فرانكفورت الألمانية، والتي تتميز بمدخلها الجذاب في تصميمه، وهو عبارة عن عربة قطار تبدو وكأنها خرجت من مسارها واخترقت الأرض.
محطة مترو أنفاق Lidabashi في العاصمة اليابانية طوكيو، والذي يتميز بتصميمه المعماري الذي يعكس العصرية من خلال تصاميم زجاجية وعواميد خضراء مضاءة ذاتياً، فضلاً عن التصميم الخارجي الذي يمزج بين المعدن والزجاج في أشكال لولبية مميزة.
محطة مترو أنفاق مدينة بلباو الإسبانية، والذي يتميز بتصميم مدخله الأنبوبي الزجاجي، فضلاً عن الدرجات والأرضيات الزجاجية من الداخل.
يتميز تصميم غالبية محطات مترو دبي بالعناصر الأربعة للطبيعة، وهي الماء والنار والأرض والهواء، كما يغلب على تصميمها تراث دولة الإمارات الممزوج بالروح العصرية، فضلاً عن الديكورات الداخلية الفاخرة من الصدف واللؤلؤ، وهو الأول من نوعه في المنطقة.
السؤال الخاتمة
بعد هذا السرد الذي استعنا فيه من بعض المصادر لتوثيق أنماط وأشكال وحضور الفنون التشكيلية في محطات المترو.. يأتي السؤال الأهم هل وضع للفن التشكيلي مساحة للتجميل أم أن الأمر يتوقف عند حدود المهندسين والأشكال الهندسية التي لا نختلف على أنها تحتوى على جوانب جمالية تتناسب مع واقع البيئة والمحيط والهوية المحلية، لكن لا يمكن أن تكون المحطات خالية لا روح فيها بما يمثله الفن من جمال آخر يجد التقدير من كثير ممن سيتنقلون عبر هذا المشروع ويسعدون بما يريح النفس ويبدد الملل خلال الانتظار.
monif.art@msn.com