| |
طغاة حذر منهم ابن القيّم مازالوا في عصرنا!! يوسف بن محمد العتيق
|
|
للعالم الشهير ابن قيّم الجوزية المتوفى في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري وتحديداً في سنة (751هـ) كلمات جميلة ومؤثرة صاغها بعد تأمل في النصوص والموروث السلفي الهائل الذي اطلع، كيف لا وهو من رموز التنظير السلفي وأنجب وأشهر التلاميذ في مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية والذي توفي في سنة (728هـ) ومن أشهر كتب ابن القيم كتاب (زاد المعاد) تحدث فيها عن الشمائل النبوية، ولا يقتصر على ذلك بل يستطرد استطرادات موفقة، لكن ما استوقفني مؤخراً حديث له جميل عن ثلاثة طغاة يطغون على الباحث والمثقف والمتحدث وبخاصة إذا كان شاباً. يقول ابن القيم مخاطباً كل من يقرأ سطوره وما بين السطور (!): وليحذر كل الحذر من طغيان أنا - ولي - وعندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون ف(أنا خير منه) لإبليس و(لي ملك مصر) لفرعون و(إنما أوتيته على علم عندي) لقارون. هذا هو حديث ابن القيّم، وهو واضح المعالم في الحذر من هذه الكلمات التي يقوم جيل من الكتّاب والمثقفين والمتحدثين، وهم لم يصلوا إلى مستوى هذه الكلمات لا من ناحية الخبرة ولا العلم ولا التجربة، أما من كان له ماضٍ يشفع له وسابقة في العلم والثقافة، فيحق له أن يقولها. لكن المتأمل يرى أن جيل الكبار من روادنا يعلو طابعهم التواضع والأدب، وتجد الجيل الناشئ من الكتاب يتسابق إلى هذه الكلمات. للتواصل :
فاكس 2092858
tyty88@gawab.com |
|
|
| |
|