رعاية الأمير سلمان دعم للباحثين في التراث
د. خالد بن محمد العنقري (*)

تعد دارة الملك عبد العزيز من المؤسسات الثقافية الكبرى في بلادنا التي تعنى بتاريخ المملكة العريق وتراثها الخالد وإقامة الندوات والمؤتمرات التي تسهم في زيادة التواصل بين الباحثين والمؤسسات العلمية في هذا المجال لبناء تاريخ المملكة.. وتأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز لهذه الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود بن عبد العزيز - رحمه الله - والتي تنظمها الدارة تأتي استمراراً لاهتماماته الكبيرة بدعم وتشجيع البحث العلمي المتخصص في الدراسات التاريخية عن بلادنا وقياداتها السامية الرشيدة منذ نشأة الدولة السعودية الأولى المباركة بإذن الله وإلى يومنا هذا كما أن في هذه الرعاية من سموه الكريم إسباغاً لحلل التكريم المعنوي على الدارة ومنسوبيها خاصة والمهتمين بتراث المملكة عامة لما لسموه من دور وطني في الاهتمام بالتاريخ والحضارة والمحافظة عليها والعناية بها، ولا شك أن بلادنا منبع عطاء لكل خير،ولقيم وعادات عظيمة تميز بها أبناؤها بما أعطت لهم من الصفاء ونقاء السريرة وقوة الصبر وتحمل الأعباء الجسيمة وما دعم سموه الكريم للدراسات التاريخية وتوجيهاته للاهتمام بها إلا تجسيد لبعد النظر الحضاري بما يجب أن يكون من الدراسات المتعمقة لبيئتنا وتراثنا والاهتمام بخواصها ومميزاتها والتي كانت ولا تزال من أغنى بلدان العالم حضارة وتاريخاً فهي مهد الرسالات السماوية وفيها مهبط الوحي والحرمان الشريفان.
وإنه يشرفني في هذه المناسبة المباركة أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة الرياض والإخوة القائمين على الدارة على تنظيم هذه الندوة العلمية عن تاريخ الملك الراحل سعود بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي تمت مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية بتاريخ 2ربيع الأول 1373هـ الموافق 9 نوفمبر 1953م خلفاً لوالده - طيب الله ثراه - وقد شارك جلالته - رحمه الله - في العديد من الأعمال السياسية والحربية إبان حياة والده وبعد أن تولى مقاليد الحكم سار على نهج والده الملك عبد العزيز واهتم بالأمور ذات الصلة بالمسائل الإسلامية والعربية ودعم القضية الفلسطينية وشهد عهده قيامه بزيارات داخلية عديدة في أنحاء المملكة وزيارات خارجية لتوثيق عرى التعاون والتواصل مع الدول المجاورة والصديقة، كما تم في عهده إنشاء عدد من الوزارات والمصالح الحكومية وإصدار العديد من نظم الدولة ومن أهمها نظام مجلس الوزراء بتاريخ 22 شوال 1377هـ الموافق 1 مايو 1958م وشيّدت المباني الحديثة وتوسعت المدن والقرى وظهرت الطرق الحديثة فرحم الله جلالته رحمة واسعة.
وختاماً أرجو الله أن يوفق القائمين على دارة الملك عبد العزيز لكل خير وأن تسهم هذه الندوة ومثيلاتها في التعريف بقيادات هذا الوطن المجيد من آل سعود الغر الميامين، وأن تسهم هذه الندوات عامة في التعريف بتراث المملكة الثقافي العريق وأن يكلل جهود الجميع بالتوفيق إنه على كل شيء قدير..والله الموفق.